للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما دمت جالسًا كأنك قُلتُ: أجلس بدوامٍ جلوسك، نحو قولهم: أتيتك خفوق النجم، ومقدم الحاج، ولذلك كان مفتقرًا إلى أن يُشفع بكلامٍ، لأنه ظرف لا بد له مما يقع فيه".

قالَ المُشرِّحُ: في إيراد مقدم الحاج ها هنا نظرٌ، وقد مضى في قسم الأسماء.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصل): و"ليس" معناه نفي مضمون الجملة في الحال تقول ليس زيد قائمًا الآن ولا تقول: ليس زيد قائمًا غدًا، والذي يصدق أنه فعل لحوق الضمائر وتاء التأنيث ساكنة، وأصله لَيِسَ كَصَيِدَ البعير".

قالَ المُشَرِّحُ: الدليل على أن وزنه (فَعِلَ) بكسر العين إذ لو كان بفتحها لما احتاجوا فيه إلى التخفيف، إذ الفتح خفيف ألا ترى أنك تقول في فخذ فخذ، وفي عضد عضد، ولا تقول في جمل جمل. صَيِدَ البعيرُ أصابه الصيد، وهو: داء في عنق البعير (١).

قالَ جارُ اللهِ: " (فصل): وهذه الأفعال في تقديم خبرها على ضربين، فالتي في أوائلها (ما) يتقدم خبرها على اسمها لا عليها، وما عداها يتقدم خبرها على اسمها وعليها، وقد خُولف في "ليس" فجُعل من الضرب الأول، والأول هو الصحيح".

قالَ المُشرِّحُ: قوله: والأول هو الصحيح معناه يجوز تقديم خبر "ليس" على "ليس" وإليه ذهب سيبويه (٢).


(١) الصحاح: ١/ ٤٩٦ (صيد).
وينظر: كتاب الإِبل للأصمعي: ٩١، ١٥٦ (الكنز اللغوي)، وتهذيب اللغة: ١٢/ ١٢١، والمخصص: ٧/ ١٧٠، واللسان: (صيد).
(٢) وكذلك نسبه إلى سيبويه ابن يعيش والأندلسي في شرحيهما وقال ابن الأنباري في الأنصاف: ١٦٠ ولا يوجد له نص في ذلك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>