للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): وللعربِ في "عسى" ثلاثةُ مذاهب:

أحدُها: أن يقولوا عست أن تفعل كذا وعسيتما إلى عسيتنَّ وعسى زيدٌ أن يفعل وعسيا إلى عسين، وعسيت وعسينا.

والثاني: أن لا يتجاوزوا عسى أن تفعل، وعسى أن يفعلا، وعسى أن يفعلوا.

والثالث: عساك أن تفعل إلى عساكن، وعساه أن يفعل إلى عساهن، وعساني أن أفعل وعسانا".

قالَ المُشَرِّحُ: "عسى" في أحدِ الوُجوه لا تتصرف، وفي الوَجهين تتصرف، ففي أحدهما: تتصرف بالضَّمير المرفوع، وفي الآخر بالضمير المنصوب.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ) وتقول: كاد يفعل إلى كِدْن، وكدت أن تَفعلَ إِلى كدتُنَّ وكدتُ أَفعل وكِدْنَا. وبعضُ العربِ يقول: كُدت بالضم".

قالَ المُشَرِّحُ: كذا (١) حكاه سيبويه، وزَعم الأصمعي: أنه سمع من العَرب مَنْ يقول: لأفعل ذلك ولا كودًا فجعلها من الواو قال:

* ونَهْنَهْتُ نَفْسِي بَعْدَ ما كُدْتُ أَفْعَلَهْ *

وَرَوَاهُ الفَرَّاء بالضَمِّ.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): والفصل بين معنى "عسى" و"كاد" أن "عسى" لمُقاربة الأمرِ على سبيلِ الرَّجاء والطمع تقول: عَسى الله أن يَشفي مريضك، تريد: أن قربَ شفائِهِ مرجوٌّ مطموعٌ فيه، و"كاد" لمقاربته على سبيلِ الوُجود والحُصول تقول: كادت الشَّمس تغرب، تريد: أن قربها من الغُروب قد حصل".


(١) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>