كتاب التخمير شرح المفصل في صنعة الإعراب

[القسم الثاني في الأفعال] - [باب أفعال المقاربة] - ج: 3 - ص: 307

قالَ المُشَرِّحُ: معنى هذا الفصل قد مَضَى.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): وقوله عزَّ وجلَّ (١): {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (٢) على نَفْيِ مُقاربة الرُّؤية وهو أبلَغُ من نفسِ الرُّؤية ونظيرُهُ قول ذي الرُّمة:

إِذَا غَيَّرَ النَّأي المُحِبِّيْنَ لَمْ يَكَدْ … رَسِيْسُ الهَوَى من حُبِّ مَيَّةَ يَبْرَحُ

قالَ المُشَرِّحُ: روى عن عنبسة (٣) أنه قال: قدم ذو الرمة الكوفة فوقف ينشد الناس بـ (الكُناسة) قَصيدته الحائية التي منها (٤):

---

(١) في (ب): "وعلا".
(٢) سورة النور: آية: ٤٠.
(٣) القصة مشهورة من حديث عبد الصمد بن المعذل، أما عنبسة المذكور هنا وفي دلائل الإِعجاز: ٢٧٤، أو أبو عنبسة على قراءة نسخة الأصل فلم أعرفه؟ إلا أن يكون هو المذكور في خبر القاضي عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة العنبري، فقد جاء في أخبار القضاة: ٢/ ١٥٦ "وقال عبد الله بن محمد بن أبي عنبسة يذكر عبد الله بن سوار … وذكر أبياتًا".
وقال شيخنا الأستاذ المحقق أبو فهر محمود محمد شاكر ألبسه الله ثياب الصحة والعافية: "هكذا هنا عن عنبسة وأرجح أنه خطأ، ولذلك وضعته بين قوسين لأن راوي الخبر هو: عبد الصمد بن المعذل عن جده غيلان بن الحكم بن البختري بن المختار … ".
وسياق الخبر في الموشح هكذا: "حدثني أحمد بن محمد الجوهري، وأحمد بن إبراهيم الجمال، قالا: حدثنا الحسن بن عليل العنزي، قال: حدثنا يزيد بن محمد بن المهلب بن المغيرة بن حبيب بن أبىِ صفرة قال: حدثنا عبد الصمد بن المعذل عن أبيه عن جده غيلان ابن الحكم قال: قدم علينا ذو الرمة الكوفة فوقف على راحلته بالكناسة ينشدنا قصيدته الحائية …
وابن شبرمة، هو عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد ابن كعب بن كلاب بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة مولى المنذر بن حسان.
أخباره في: أخبار القضاة لوكيع: ١/ ٣٩ فما بعدها.
توجيه إعراب الشاهد وشرحه في إثبات المحصل: ١٥٧، والمنخل: ١٦٣ وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ١٢٤، ١٢٥، وشرحه للأندلسي: ٤/ ١٠٤.
وهو من شواهد التسهيل: ٨٠، والخزانة: ٤/ ٧٤، والكُنَاسَةَ بالكوفة من أسواق العرب المشهورة (معجم البلدان: ٤/ ٤٨١).
(٤) ديوان ذي الرُّمة: ٢/ ١١٩٢ وهي غير متتالية.