للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ: قالوا معناه: نعمَ الصَّاحِبُ صاحبًا زيدٌ، وبئس الغُلام غلامًا بشر.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ) وقد تجمع بين الفاعل الظاهر وبين المميز تأكيدًا فيقال نعم الرَّجلُ رجلًا زيدٌ قال جرير (١):

تَزَوَّدْ مثلَ زادِ أَبِيْكَ فِيْنَا … فنِعْمَ الزَّادُ زَادُ أَبِيْكَ زَادَا"

قالَ المُشَرِّحُ: إذا قلت: نعمَ الرَّجُلُ رجلًا زيدٌ فقولك، رجلًا توكيدٌ لأنَّه مستغنى عنه بذكر الرجل أولًا، وهو بمنزلة [قولك]: عندي من الدَّراهم عشرون درهمًا. وهذه ألفاظ ابنُ السَّراج (٢).

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): قوله تعالى (٣): {فَنِعِمَّا هِيَ} "نعم" فيه مسند إلى الفاعل المُضمر، ومميزه "ما" و"هي" نكرة لا موصولة ولا موصوفة، والتقدير: نعم شيئًا هي".

قالَ المُشَرِّحُ: هذا (٤) الذي حكاهُ الشَّيخُ [-رحمه الله-] مذهبُ سِيبويه (٥). وفيه كلامٌ.

اِعلم أنَّهم قالوا: حكم [نعم] إذا وصلت بـ "ما" أن يبطل عملها تقول:


(١) البيتُ لجرير في ديوانه: ١٣٥ من قصيدة أولها:
أبت عيناك بالحسن الرقادا … وأنكرت الأصادق والبلادا
يمدح بها الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه والحسن هنا نَقًا في بلادِ بني ضَبَّة، سُمي الحَسَن لحُسن شجره ويعرف بالإِضافة (نقا الحسن).
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٥٩، والمُنخل: ١٦٥، وشرح المفصل للأندلسي: ٤/ وشرحه لابن يعيش: ٧/ ١٣٢، وهو في المقتضب: ٢/ ١٥٠، والخصائص: ١/ ٨٣، والخزانة: ٤/ ١٠٨.
(٢) الأصول لابن السراج: ١/ ١١٧.
(٣) ساقط من (ب)، والآية في سورة البقرة: آية: ٢٧١.
(٤) شرح المفصل للأندلسي: ٤/ ١١٢.
(٥) الكتاب: ١/ ٤٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>