للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وأمَّا أكرم بزيدٍ، فقيل (١): أصله أكرم زيد أي صارَ ذا كَرَمٍ كأغدَّ البعير أي: صارَ ذا غُدَّةٍ، إلا أنه أُخرج على لفظ الأمر ما معناه الخبر، كما أُخرج على لفظ الخَبر ما معناه الدُّعاء في قولهم: رحمة الله، والباء مثلها في [قولهم]: كَفَى بالله".

قالَ المُشَرِّحُ: هذه تمشية الشيخ أبي عليٍّ الفارسي" (٢) [-رحمه الله-].

قالَ جارُ اللهِ: "وفي هذا ضربٌ من التَّعَسُّفِ، وعندي أن أسهل مأخذًا منه أن يُقال: إنه أمرٌ لِكُلِّ أَحد بأن يَجعل زيدًا كريمًا [أي] بأن يَصِفَهُ بالكرمِ والباء مزيدةٌ مثلها في: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ [إِلَى التَّهْلُكَةِ] (٣)} للتَّأكيد والاختصاص".

قالَ المُشَرِّحُ: الفرق (٤) بين ما قاله النَّحويون وبين ما قاله الشَّيخ [-رحمه الله-] أنَّ الباء على مذهبه زيادةٌ في المنصوب وهي كثيرةٌ، وفي ما قالوه زيادةٌ في المرفوع وهي قليلة.

قالَ جارُ اللهِ: "أو بأن تَصِيْرَ ذا كرمٍ والباء للتَّعدية، هذا أَصلُهُ، ثم جَرَى مجرى المَثَلِ فلم يُغيّر عن لفظِ الواحدِ في قولك: يا رَجُلان أكرم بزيدٍ، ويا رجال أكرم بزيدٍ".

قالَ المُشَرِّحُ: وكونُ الباءِ للتَّعدية أيضًا كثيرٌ، بخلاف زيادة الباء في المرفوع إلا أنها إنما لا يُغير المثل، لأنَّه شبيهٌ الواقع بحالِ من ضُرِبَ به المَثَلُ.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): واختلفوا في "ما" فهي عند سيبويه غير


(١) ساقط من (ب).
(٢) شرح المفصل للأندلسي: ٤/ ١٢٧.
(٣) ساقط من (ب).
(٤) شرح المفصل للأندلسي: ٤/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>