للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فـ "هرقته" و "من معشر" صفتان لـ "رفد" و"أسرى" والفعل محذوف".

قال المُشرِّحُ: اِعلم أن الفعل العامل في "رُبّ" أكثر ما تستعمله العرب محذوفًا، وربما جيء به توكيدًا، أو زيادةً في البيانِ تقول: ربّ رجلٍ عالم أَتيت. أقيال: جمع قَيْلٍ وهو الملك من مُلوك حمير، وأصله: قيِّلٌ بالتّشديد، ونحوه مَيْتٌ في مَيْتٌ، وهو الذي له قول. كأنَّه قال: رُبَّ رفدٍ مهراق في ذلك اليَوم ضممته إلى أسرى.

قال جارُ اللهِ: "ومنها أن فعلها يجب أن يكون [ماضيًا] (١) تقول: رب رجلٍ كريمٍ قد لقيت، ولا يجوز سألقى أو لألقين".

قال المُشَرِّحُ: إنما شرطُ أن يكون المُسلط على "رب" ماضيًا لأن "رب" مع ما في صلتها -على ما ذكرناها- في جوابِ ما فعلتَ. قال أبو العباس (٢) في "رب": تُنبئ عن ما وقعت عليه أنه كان وليس بالكثير.

تخمير: موضع "رُبَّ" وما عملت فيه نصب قال ابنُ السَّراج (٣): يدلُّ على ذلك أن كم تبنى عليها "ورُبّ" لايجوز فيها، وذلك قولهم: كم رجل أفضل منه فجعلوه خبرًا لـ "كم"، كذا رواه سيبويه عن يونس [عن] (٤) أبي عمرو بن العلاء، وأن العرب تقوله (٥)؟ ولا يجوز ربَّ رجلٍ أفضل فتجعله خبرًا لرُب، كما جعلته خبرًا لـ "كم".

فإن سألت: ما بالك تركت في هذه مذهبك، بدليل أنك قد قلت "رُبَّ" وما عملت فيه نصب ومن مذهبك أن المفعول هو المجرور دون حرف


(١) ساقط من (أ).
(٢) المقتضب (٤/ ١٣٩، ١٤٠).
(٣) الأصول (١/ ٤١٧).
(٤) في النسختين: "وأبي عمرو" والتصحيح عن الأصول.
(٥) الكتاب (١/ ٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>