للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباء وإن وقع به الابتداء ظاهرًا لم يقع به تقديرًا (١)، لاقتضاء الباء فعلًا سابقًا، فلا يكون اسم الله مبتدأ به تقديرًا، وكذلك الواو لإِبهامه العَطْفَ.

قال جارُ الله: "وقد رَوَى الأَخْفَشُ (٢) تربِّ الكَعْبَةِ".

قال المُشَرِّحُ: إنما قيل ذلك، لأنَّه بمنزلةِ اسمِ (٣) اللهِ تَعَالَى في الظُّهور وكثرةِ الاستعمال.

قال جارُ الله: "فالباء لأصالتها تدخل على المُظهر والمُضمر فتقول: بالله وبك لأفعلنَّ، والواو لا تدخل إلا على المظهر لنقصانها عن الباء. [والتاء لا تدخل من المظهر] (٤) إلا على واحدٍ لنقصانها عن الواو".

قالَ المُشَرِّحُ: الباء أعمُّ مخرجًا من الواو والتاء ولذلك يقالُ: بالله إلَّا فعلتَ، ولَمَا فعلت، ولا يقالُ ذلك بالواو والتاء.

قال جارُ اللهِ: " (فصلٌ) وعلى للاستِعْلَاءِ تقولُ: عليه دينٌ، وفلان علينا أميرٌ، وقالَ الله تعالى (٥): {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الفُلْكِ} ".

قال المُشَرِّحُ: يقال: عليه دينٌ، لأن الدّين يستعلي من يلزمه، ولذلك يقولون: رَكِبَهُ دينٌ، وكذلك الأميرُ كأن له علوًا، ولذلك يخاطب صاحب الحرمة بالمجلس الرّفيع والمجلس العالي.

قالَ جارُ الله: "وتقول على الاتساع مررت عليه إذا جُزْتَهُ".


(١) ساقط من (ب).
(٢) رأى الأخفش في شرح المفصل لابن يعيش (٩/ ٢٨)، شرح الكافية للرضى (٢/ ٤٠١)، الجنى الداني (ص ٥٧).
(٣) ساقط من (ب).
(٤) ساقط من (أ).
(٥) سورة "المؤمنون": آية ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>