للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سألت: لم لا يجوزُ أن تكون التَّشبيه اسمًا، ألا ترى أنك إذا قلت: زيد كالأسد فمعناه مثل الأسد؟.

أجبتُ: لأنه لو كان اسمًا فيما ضربناه من المِثال لما استقل به الصّلة ألا ترى أنك لو قلت: مررت بالذىِ مثلَ زيدٍ لكان خُلْفًا من القول فعلمنا ذلك سيبويه وهو الصَّوابُ الذي لا (١) محِيْصَ عنه.

[قال جارُ الله: "وهو اسمٌ في نحو قوله (٢):

* يَضْحَكْنَ عَنْ كَالْبَرَدِ المُنْهَمِّ] (٣) *"

قال المُشَرِّحُ: المُنْهَمُّ. المُذَابُ، يقالُ: همَّ الشَّحْمُ فانْهَمّ. قال (٤):

* يهم فيه القَوْم همَّ الشَّحْمِ *

قالَ جارُ اللهِ: "ولا تدخل على الضمير استغناء عنها بمثل، وقد سد نحو قوله:

*وأُمِّ أَوْعَالٍ كَهَا أوْ أَقْرَبَا *"

قال المُشَرِّحُ: المُبرِّدُ يجيزُ دخولَ كافِ التَّشبيه على الضَّمير (٥)، كما يُجيز دخولَ "حتى" عليه أيضًا، وعند سيبويه (٦) لا يجوزُ؛ لأن من شأنِ


(١) ساقط من (ب).
(٢) البيتُ للعَجَّاج، ديوانه (٢/ ٣٢٨).
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المُحَصَّل (ص ١٦٨)، المُنَخَّل (ص ١٧٠)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٤٢)، شرحه للأندلسي (٣/ ١٧٦).
وينظر: المغني (ص ١٩٦)، شرح شواهده (ص ٥٠٣)، الجنى الدَّاني (ص ٧٨)، الخزانة (٤/ ٢٦٢).
(٣) أدمج النّاسخ هذه الفقرة بالفَقرة التي قبلها.
(٤) الصحاح: (همم) برواية (الخم).
(٥) المقتضب (١/ ٢٥٥).
(٦) إلا في ضرورة الشعر: الكتاب (١/ ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>