للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهجوه (١) بأنهم يقيدون الأُتُن ليَأْتُوها. قالَهُ أبو عَلِيٍّ الدَّقَاقُ (٢).

قالَ جارُ اللهِ: و"منهم من يَجعل "ما" مزيدة ويعملها الا أن الأعمال في كأنَّما وليتَما ولعلّما أكثر منه في إنّما، وأنَّما، ولكنَّما، وروي بيت النَّابغةِ:

* قالَتْ أَلَا لَيْتَمَا هَذَا الحَمَامُ لَنَا *

على الوجهين".

قال المُشَرِّحُ: حكى (٣) إعمالها مع "ما" عن الكِسائي. قال ابنُ السَّرَّاجِ: وجدتُ ذلك في (مختصر) بخطِّه كَذَا نقله عنه بعضِ الأُدباء، إنما كان إعمال هذه أكثر من تلك، لأن لها معاني فعملها قائم بعمانيها. وأما "إن"، و"لكن" فمعناهما غير زائد على معنى الابتداء شيئا سوى التأكيد والايجاب لما بعدهما، فإذا قلتَ: إنما زيدٌ قائمٌ، فكأنَّك قلت: عمروٌ قائمٌ لا زيدٌ، وأمَّا كأنَّما بكرٌ ذاهبٌ، وليتما زيدٌ قائمٌ، ولعلما عمروٌ منطلقٌ فليس كذلك.

تَمَامُهُ (٤):


(١) هذا البيت: (أعد نظر … ) لم يَنْسِبه المؤلّف ولا الشّارح، هو للفرزدق في ديوانه: (ص ٢١٣).
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل (ص ١٧٢)، المنخَّل (ص ١٧٣)، شرح المُفصل لابن يعيش (٨/ ٥٤، ٥٧)، شرحه للأندلسي (٣/ ١٨٣).
وينظر: الإيضاح (ص ١٣٧)، شرح أبياته (إيضاح شواهد الإِيضاح) (ص ١٤٦)، الأزهية (ص ٨٧)، المقتصد (١/ ٤٦٨)، أمالي ابن الشجري (٢/ ٢٤١)، المُرتجل (ص ٢١٢)، المغني (ص ٢٨٧، ٢٨٨)، شرح أبياته (٥/ ١٦٩).
(٢) هذا النّص نقله ابن المُستوفي في إثبات المُحَصِّل (ص ١٧٢).
وأبو عليٍّ الدَّقاقُ هو الحَسن بن علي بن محمّد. قال الأسنوي: "لسانُ وقته وإمام عصره تبحَّر في النَّحوِ واللغة وتفقَّه بمرو … " وهو فقيه شافعي مُتصوف.
أخباره في طبقات الشَّافعية للسُّبكي (٣/ ٣٢٩)، طبقات الشافعية للأسنوي (١/ ٥٢٣)، النجوم الزاهرة (٤/ ٢٥٦)، شذرات الذهب (٢/ ١٨٠).
(٣) نقل الأندلسي في شرحه (٣/ ٨٤) شرح هذه الفقرة دون إشارة.
(٤) ديوان النابغة (ص ٢٤). =

<<  <  ج: ص:  >  >>