للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* إِلَى حَمَامَتِنَا ونِصْفُهُ فَقَدِ *

ومثلُهُ قوله (١):

لَيْتَ الحَمَامُ لِيَهْ

إِلَى حَمَامَتِيَهْ

وَنِصْفُهُ قَدِيَهْ

تَمَّ الحَمَامُ مِيَهْ

قال جارُ اللهِ: "و"إنَّ" و"أن" هما يؤكدان مضمون الجُملة ويُحققانه إلا أن المكسورة الجُملة معها على استقلالها بفائدتها، والمفتوحة تقلبها إلى حكم المفرد، تقول: إنَّ زيدًا منطلقٌ وتسكت كما تَسكت على "زيدٌ منطلقٌ وتقول: بلغني أن زيدًا منطلق، وحق أن زيدًا منطلق فلا تجد بُدًّا من هذا الضَّميم كما لا تَجده مع الانطلاق ونحوه".

قال المُشَرِّحُ: الذي أَوجب الكسرة في همزة "إن" التي بها يبتدأ أنه الأَصل لما ابتدأته وبعدها ساكنٌ كما فعلت بقولك: إضرب ونحوه (٢) إلا أن يعوض عنه، لأن التقاء الساكنين أوجب تحريك أحدهما، وذلك في: من


= توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المُحصل (ص ١٧٢)، المُنَخَّل (ص ١٧٤)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٥٨)، شرحه للأندلسي (٣/ ١٨٤).
وينظر: الكتاب (١/ ٢٨٢)، شرح أبياته لابن السيرافي (١/ ٣٣)، الخصائص (٢/ ٤٦٠)، أمالي ابن الشَّجريّ (٢/ ١٢٤)، الإِنصاف (ص ٤٧٩)، المغني (ص ٦٣، ٢٨٦، ٣٠٨)، الخزانة (٤/ ٦٧).
(١) تُنسبُ إلى زرقاء اليَمامة، وهي المَعْنِيّة بقوله:
واحكُمْ كحكمِ فَتَاةِ الحَيِّ إذ نَظَرَتْ … إلي حَمَامٍ شِرَاعٍ وارِدِ الثَّمَدِ
يَحُفّه جانبًا نيقًا ويَتْبَعُهُ … مثلُ الزُّجاجةِ لم تُكَحِل من الرَّمَد
قَالَتْ ألا لَيْتَمَا هذا الحَمَامُ لَنَا … إلى حَمَامَتِنَا ونِصْفُهُ فَقَدِ
وينظر شرح ديوان النابغة لابن السكيت (ص ١٥)، ونسبهما إلى ابنة الخس برواية مغايرة. وهما أيضًا في شرح أبيات الكتاب لابن السيرافي (١/ ٣٤) … وغيره.
(٢) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>