للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: مِنَ النَّاس مَنْ يُجري القوافي الإِنشاد مُجرى الكلام فيقول (١):

* أَقِلّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتَابَنْ *

* واسأَلْ بِمَصْقَلَةَ البَكْرِيّ ما فَعَلْ (٢) *

في أي كلام كان ما فعل.

فإن سألتَ: فإذا أُجري مُجرى الكلام فلم سقط الواو الذي لا يجوز إسقاطه إعرابًا؟!.

أجبتُ: إظهارًا للوقف، وهذا، لأن الشعر مسكن الآخر.

فإذا قُلت: ما صَنَعُوا لم يُدْرَ أواصلٌ أنت أم واقف؟! فإذا حذفت الواو عُلم أنَّك واقفٌ. ونظير هذه المسألة حَذو القُذة التنوين الغالي، بل هذا أولى من ذلك، لأنَّ حالَ الوَقْفِ أنقص (٣) من حالِ الوَصل.

البيت لابن مقبل، وبعده (٤):


(١) تقدم ذكره في هذا الجزء.
(٢) تقدم ذكره في هذا الجزء.
(٣) في (ب): "أبين".
(٤) البيت لتميم بن أبي بن مقبل العجلاني في ديوانه ص ١٦٨، توجيه إعراب الشاهد وشرحه في: إثبات المحصل ص ٢٠٦، المنخل ص ١٩٩، شرح المفصل لابن يعيش ٩/ ٧٨.
وينظر: الكتاب ٢/ ٣٠١، شرح أبياته لابن السيرافي ٢/ ٣٨٣، ٣٨٤، الأصول لابن السراج ٢/ ٣٩٠، الحجة لأبي علي ١/ ٥٧، شرح شواهد الشافية ص ٢٣٦.
قال ابن المستوفي في إثبات المحصل: "أورد المغربي بعد بيت ابن مقبل المستشهد به قوله:
لو ساوفتنا بسوف من تحيتها … سوف العيوف لراح الركب قد قنع
وقال: يريد: قنعوا، والوف، الشم، يقول: لو دنت منا فشممنا ريحها لقنعنا. والعيوف: الناقة التي تشم الماء ولا تشربه، يقول: قد رضي بمقدار الشم وإن منعته ما سواه، والمعنى: إذا نال منها هذا القدر رضي أصحابه ومن معه من أجل رضاه، والعيوف: الذي يشم الماء ولا يشربه.
وهذا البيت بعد الأول بعشرة أبيات. وفي "شعره": =

<<  <  ج: ص:  >  >>