صارت نفوس القوم عند الفصلمت … وكادت الحرة أن تدعى أمت أبدل التاء من الألف في "ما" هاء للوقف، ثم قلبها تاءً اعتقاد أنها كتاء طلحة وما أشبهه. شبهه التيهاء بظهر المجن من الملابسة، والشيء قد يشبه بالشيء ويراد منهما معنى فيهما مثاله. قوله: "كظهر الحجفت" إنما أراد أن التيهاء ملساء لا أعلام فيها كظهر الحجفة ملاسة، ولم يرد أنها مثلها في المقدار. قال الخوارزمي: قد حجفت، أي: انقطعت من كراها، وصفها بالاستنان كما وصف السيل بالاعتنان في بيت العراقيات: * وتسطو كما يعتن في جريانه * أي: إذا ما رد ريعانه طغا، والاعتنان والاستنان متقاربان". ونصه طويل مفيد جدًا. فليراجع هناك. ينظر الصحاح ٤/ ١٣٤١ (حجف). أقول لم يرد هذا الرجز -أعني الأبيات الأُول- في ديوان أبي النجم المشار إليه فيما سبق وهي من أرجوزة طويلة موجودة في مصادر مختلفة. منها: تسمع للحلى إذا ما انصرفت … كزجل الريح إذا ما زفزفت ما ضرها أم ما عليها لو شفت … متيمًا بنظرة وأسعفت قد تبلت فؤاده وشغفت (١) ديوان الأبيوردي ١/ ٣١٩.