للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُعمى -بضم النُّون- اسم امرأةٍ "بعدَ النَّوم" بالنون، وخص ما بعد النوم، لأنَّ الأَفواه تتغير ساعتئذٍ، وفي عراقيات الأَبيوردي (١):

إِذا مَضَغَتْ غبّ السُّرَى عودَ إِسْحِلٍ … وفاحَ عَلَمْنَا أنَّ مَشْرَبَهُ عَذْبُ

قال جارُ الله: "وتحذف الباء فينتصب المقسم به بالفعل المضمر، قال (٢):

* أَلَا رُبَّ من قَلْبِي لَهُ اللَّهَ ناصِحُ *

وقال (٣):

* فَقُلْتُ يَمِيْنَ اللهِ أَبْرَحُ قَاعِدًا *


(١) ديوان الأبيوردي: ١/ ٢٣٥.
(٢) تمامه:
* ومن قَلْبُهُ لي في الظِّباء السَّوانِحِ *
والبيت لذي الرُّمة في ديوانه ص ١٨٦١.
قال ابن المستوفي: "أنشده ابن السراج لذي الرمة، وكذا أنشده سيبويه، وأنشده الشنتمري اتباعًا لسيبويه لذي الرمة وأنشده أبو جعفر النحاس لرؤبة، وهو بعيد عن نمطه، ولم يشتهر رؤبة بالقصيد … وفي النسخة معنى قوله: "في الظباء السوانح" يحتمل أحد معنيين: إما أن يكون أراد: أن قلبه يتنقل عن نصحي ومودتي كنقل الظباء، ولم يرد سانحًا ولا بارحًا ولكنه أراد التنقل وصادفت القافية أنها على الحاء في وزن موسس فأتى بـ "السوانح"، ولا قصد له السانح دون غيره أكثر من تنقله.
والوجه الآخر أن السانح من الظباء وغيرها: ما والاك ميامنه، والبارح ما والاك مياسره، وبعض العرب يتيمن بالسانح ويتشاءم بالبارح. وبعضهم يعكس هذا المعنى فيتشاءم بالسانح ويتيمن بالبارح فيكون قائل هذا الشعر ممن يرى ذلك وقال: ومن قلبه لي في طريق شؤم وغل".
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل ص ٢١٥، المنخل ص ٢٠٠، شرح المفصل لابن يعيش ٩/ ١٠٣.
وينظر: الكتاب ١/ ٢٧١، ٢/ ١٤٤، شرحه لأبي سعيد ٤/ ٢٣٢، الأصول ١/ ٤٣٢، المخصص ١٣/ ١١١ … وغيرها.
(٣) تقدم ذكره وتمامه:
* ولَوْ قَطَعُوا رَأْسِي لَدَيْكِ وأَوْصَالِي *

<<  <  ج: ص:  >  >>