للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهيئةٍ قبلَ ذلك. وينقسمُ إلى مفردٍ نحو زيدٌ وعمروٌ، ومركبٌ، وهو إمَّا جملةٌ كَبَرَقَ نَحرُه في اسمِ رَجُلٍ، وهو في الأصلِ جُملةٌ (١) مركبة من فعلٍ وفاعلٍ مظهرٍ، وتأبَّط شرًا، جملةٌ مركبةٌ (١) من الفعلِ والفاعلِ المستَكِنِّ والمَفعولِ، والَّذي يَدُلُّ على أنَّ الفاعلَ فيه مستكنٌ أنَّهم اتفقوا على كَونِهِ جُملةً فَلَولا أنَّ الفاعِلَ فيه مستكنٌّ لما كانَ جملةً، وسُمى بذلك، لأنَّه قَدِمَ على الحيّ وتحتَ إبطِهِ حيّة (٢).

وذرا حبًّا: في اسمِ رجلٍ، وهو بتشديدِ الرَّاءِ والباءِ أيضًا. وشابَ قرناها: في اسمِ امرأةٍ، والسببُ في إطلاقِ هذه الأسماءِ كتأبّط شرًّا ظاهرٌ ينبئُ عنه الاسمُ.

قالَ جارُ الله: ويزيدُ في قولِ الشَّاعر: (٣).

نبئتُ أخوالي بني يزيدُ … ظلمًا علينا لهم فَدِيدُ


(١) في (ب).
(٢) هناك عدة روايات لسب تلقيب الشاعر ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي أحد الصعاليك بتأبط شرًا. منها ما رواه البكري في اللآلئ: ٢/ ١٥٨ أنّ أمه قالت عندما سئلت عنه: تأبط شرًا وخرج، وكان قد وضع تحت إبطه سكينًا، أو سيفًا، أو جفير سهامه. وانظر المبهج: ١٧، والخزانة: ١/ ١٣٣، والجمهرة ٣/ ٢٠٨ …
وانظر روايات أخرى في الأغاني: ١٨/ ٢٠٩، والخزانة: ١/ ١٣٣، والاشتقاق: ١٦٦.
(٣) ينسب البيت إلى رؤبة بن العجاج، انظر ملحقات ديوانه: ١٧٢.
وانظر إلى شرحه وإعرابه: إثبات المحصّل من نسبة أبيات المفصّل لابن المستوفي الإربلي: ورقم: ٥، والمنخّل لعز الدين المراغي: ورقة: ٣، وشرح الخوارزمي: ورقة: ٢، وشرح زين العرب: ورقة: ٢. وهذه كلها في شرح أبيات المفصّل.
وانظر البيت في شرح أبيات سيبويه والمفصّل لعفيف الدين ربيع بن محمد الكوفي.
وانظر: المبهج لابن جنى: ١٣، وإيضاح المنهج لابن ملكون: ورقة: ١٢، ومجالس ثعلب: ٢١٢، وخزانة الأدب: ١/ ١٣٠. وشرح ابن يعيش: ١/ ٢٨، وشرح الأندلسي: ١/ ١٩ وقد ضمنه الإِمام ابن معطي في ألفيته، وهو فيها كثير الاعتماد على أمثله وشواهد المفصّل قال:
كشاب قرناها وذرَّى حبًّا … ومنه بيت قد نمته الأنبا
نبئت أخوالي بني يزيد … ظلمًا علينا لهم فديد
انظر شرح ألفية ابن معطي لابن الخباز: ورقة: ٥٢، وشرحها لعبد العزيز بن جمعة الموصلي المشهور بـ (ابن القواس): ورقة ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>