للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرارًا من تلاقي همزتين، ومجيء الألف في آخر ليس بمنزلة مجيئها في رأس؛ لأن مجيئها في رأس لتخفيف الهمزة لفظًا، وفي آخر لرفض التقاء الهمزتين حقيقة وتقديرًا، بدليل أنهم قالوا: أواخر كضوارب وقد يذكر مع أواخر أو يدم فيحتج بإثبات الواو بعد همزة أفعل، على أن ألف آدم بمنزلة ألف ضارب، وليس فيه دليل من أجل أن الهمزة المفتوحة المضموم ما قبلها إذا حققت قلبت واوًا نحو جؤب وهذا لأن ألف آدم وإن كانت منقلبة عن همزة لسكونها إلا أنه لما وجب تحريك الألف عادت الألف إلى أصلها، ثم كما خففت جعلت واوًا فلا يتأتى هذا.

قال جارُ اللهِ: "وإذا التقتا في كلمتين جاز تحقيقهما وتخفيف أحدهما بأن تجعل بين بين والخليل يختار [تخفيف] (١) الثانية كقوله تعالى (٢): {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}.

قال المُشَرِّحُ: ليس في كلامِ العربِ (٣) أن يلتقي همزتان فيحققا إلا إذا كانت عينًا مضاعفة في الأصل نحو رأَس، ومن كلامهم تحقيق الآخرة، وهو قول أبي عمرو، ومنهم من يحقق الأولى ويخفف الأخيرة، وكان الخليل يستحب هذا، يقول: لأني رأيتهم يبدلون الثانية في كلمةٍ واحدةٍ كآدم.

وجه أبي عمرو أن التّخفيف أليق بآخر الكلمة، كما أن التحقيق أليق بأولها.

قال جارُ الله: "وأهل الحجاز يخففونهما (٤) معًا".

قال المُشَرِّحُ: عندهم [يجعلونهما] (٥) معًا بين بين.


(١) ساقط من (أ).
(٢) سورة محمد آية: ١٨.
(٣) نقل الأندلسي في شرحه ٥/ ١١٨ شرح هذه الفقرة.
(٤) في (أ): "يحققونهما".
(٥) في (أ): "تجعلهما".

<<  <  ج: ص:  >  >>