للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سألتَ: كيف جاز تليينها مع أن فيه التقاء الساكنين على غير حده حكمًا؟.

أجبتُ: نَعم ولكن لضرورة لأنهما اختان متشابهتان فلا يجوز تخصيص أحدهما بحكم دون الأخرى، فبعد ذلك إما أن يحذفا وذلك (١) إجحاف، وإما أن يبدلا فيلزم من ذلك اجتماع الساكنين حقيقة للفرار من اجتماع الساكنين حكمًا، وذلك لا يجوز فتعين تليينها.

قال جارُ الله: "ومن العَرب من يقحم بينهما ألفًا، قال ذو الرمة (٢):

* … آأنت أم أم سالم *

وأنشدَ أبو زَيْدٍ (٣):

حُزُقٌّ إذا ما القَوْمُ أَبدوا فكاهةً … يُفَكِّر آإيَّاهُ يَعْنُوْنَ أمْ قِرْدَا

وهي في قراءة ابن عامر".

قال المُشَرِّحُ: إقحام (٤) الألف بينهما إما للفرار من اجتماع المتجانسين وحده وإما للفرار منه ومن التقاء الساكنين.


(١) في (ب): "وهذا".
(٢) البيت بتمامه:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل … وبين النقا آأنت أم أم سالم
وقد تقدم ذكره في الجزء الأول.
(٣) أنشده أبو زيد في كتابه "الهمز" كذا قال البغدادي في شرح شواهد شرح الشافية ص ٣٤٩.
قال ابن المستوفي في إثبات المحصل: "الذي أنشده أبو زيد قال: أنشدناه الأعراب، وأنشده ابن الأعرابي في نوادره لبعض بني كلاب وأنشده البغدادي عن صاحب العباب لجامع بن عمرو بن مرخية الكلابي.
وتوجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل ص ٢٢٠، المنخل ص ٢٠٣، شرح المفصل لابن يعيش ٩/ ١١٨، ١١٩، شرحه للأندلسي ٥/ ١١٨.
وينظر: سر صناعة الأعراب ٢/ ٧٢٢ قال: "وقرأت على أبي علي في كتاب الهمز" عن أبي زيد. والهمع ١/ ١٥٥.
(٤) نقل الأندلسي في شرحه ٥/ ١١٨ شرح هذه الفقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>