للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {إِعَاءِ أخِيْهِ} (١) في قراءَةِ سعيدُ بن جُبَيْرٍ" (٢).

قال المُشَرِّحُ: أمَّا إبدال الهمزة من الواو إذا كانت مكسورةً فإن أبا عَمْرٍو يزعم أنه لا يُجاوز به السَّماع. وغيره يذهب إلى أن بدل الهمزة مطَّرد كاطراد البَدَل من المضمومة، والقول في أنه ينبغي أن يكون مطردًا أن الكسرة بمنزلة الياء ولا تخلو الحَركة في الحرف المتحرك من أن تكون مقدرة قبله أو بعده فإن كانت قبله فالواو إذا وقعت قبلها الياء اعتُلت وكذلك إذا وقعت بعدها، فإذا كانت كذلك اعتلت الواو مع الكسرة كما اعتلت مع الياء، ألا ترى أنها إذا تحركت بالفتح لم تعتل، كما لا تعتل الواو إذا كانت بعدها ألف نحو عوالي وطوالي.

فإن سألتَ: لو كان الاعتلال لما ذكر لاعتلت الواو المكسورة غير أول؟.

أجبتُ: أن القلب في المكسورة كالقلب في المضمومة ألا ترى أن الضمة مع الواو كالواوين، كما أن الكسرة مع الياء والواو كالياءين فكما تُعتل الواو مع الياء لذلك أُعلت (٣) مع الكسرة كما أن الواو كما أعلت (٣) مع الواو كذلك اعتلت (٣) مع الضمة ولم يجب مع هذا أن تُعل الواوان غير أول في أحووي ولووي وكذلك لم يلزم أن تعل الواو مع الكسرة غير أول.

ومن المواضع التي قلبت فيها الكسرة همزة "إحدى" في قولك: إحدى وعشرين. قال الشّيخ أبُو عليٍّ الفارسيُّ: إنما هو اسم وليس بوصف، ولذلك جاء "إحدى" على بناء لا يكون للصفات أبدًا.


(١) سورة يوسف: آية: ٧٦.
(٢) قراءة سعيد في المحتسب ١/ ٣٤٨، الكشاف ٢/ ٣٣٥، البحر المحيط ٥/ ٣٣٢.
(٣) في (ب): "اعتلت".

<<  <  ج: ص:  >  >>