للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يبقَ منها إلا الثمامُ والعصيُّ سبيلٌ؟ أجبتُ: لأنَّ الثمامَ قد اندرسَ وألوت به الريحُ، وأما العِصيُّ فقد استَصحَبُوها لحاجَتِهم إليها في منزِلِ آخرَ. إنَّما لُقب عبد اللُه بببَّه لأنه كانَ كثيرًا ما يتكلم به في طفولتِه كأنّه يخاطِبُ به أباه فَغَلَبَ عليه ومنه:

لأُنكِحَن ببَه … جارِيةٌ خِدَبَّة (١)

نَوفَلُ: هو الحارثُ بِنُ عبدِ المطلبِ بنِ هشامِ بنِ عَبدِ مَناف.

قالَ جارُ الله: "والمرتَجَلُ على ضربين قياسىٌّ وشاذٌّ فالقياسيٌّ نَحو غَطفانُ وعُمرانُ وحَمدانُ وفَقعسٌ وحُنتفٌ والشَّاذُّ نَحو مُحبَبٌ وموهَبٌ ومُوظبٌ وَمكوزةٌ وحَيَوةٌ".

قالَ المشرحُ: القياسيُّ هو الذي لا يَشتمِلُ على مخالفةِ أصلٍ، والشاذُ هو الذي يشتَمِلُ عليه. استَدركَ على الشَّيخِ بعضُ أصحابهِ في فَقعسٍ وحنتفٍ بأنَّهما علمان منقولان لا مُرتجلان لأنَّ فقعسًا هو البلادَةُ، وحنتف هو الجرادُ المنتّف. محبَّبُ اسمُ رجلٍ، والقياس فيه الادغام مُوهَب اسمُ رَجُلٍ وموظِب اسمُ مَوضِعٍ (٢) والقِياسُ فيهما كَسرُ العَينِ، لأنَّ مفعِلًا من المُعتَلِّ الفاءِ بالكَسرِ. مَكَوَزَةِ اسمُ رَجُلٍ، وهي في الأصلِ جمعُ كَوزٍ، ونظيرُ هذه التّسمية مفخَرة، وكما سمّت العربُ بهذه الكلمةِ جمعًا سمّت بها مفردًا قال (٣):


(١) انظر حواشي المفضّل: ورقة: ٨٤، وابن يعيش: ١/ ٣٢،، والأندلسى: ١/ ورقة: ٢٣ وبقية الرجز كما في كتاب حذف من نسب قريش لمؤرج: ص ٢٤.
مكرمة محبّة … تحبّ أهل الكعبة
وعبد اللُه بن الحارث الملقب (ببه) هو: عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي القرشي، أمّه هند بنت أبي سفيان أخت معاوية، ولاه ابن الزبير على البصرة، ولما قامت فتنة ابن الأشعث خرح إلى عُمان هاربًا من الحجاج فتوفي فيها سنة ٨٤ هـ ترجمته في: نسب قريش: ٣٠، والمخبّر: ٢٥٧. والأعلام: ٤/ ٢٠٥.
(٢) معجم البلدان: ٥/ ٢٢٥.
(٣) في ديوان شعر النابغة الذبياني: ٩٧.
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها … يهدي إلى غرائب الأشعار =

<<  <  ج: ص:  >  >>