للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبغَّى ابن كوزٍ والسفاهة كاسمها

والقياسُ فيها مكازةٌ كمقالةٍ ومقامةٍ. حَيوَه: اسمُ رجلٍ والقياسُ فيه حيَّة، لأنَّ الواوَ والياءَ متى اجتمعتا [وسبقت إحداهما بالسكون قُلبت الواو ياءً وأدغمت الياءُ في الياءِ] (١) فإن سألتَ: فلمَ سَلَكَ بهذه الأعلام طريقَ المخالفةِ؟

أجبتُ: أمّا مُحبِبٌ فلئلا يشتبه بمحبٍّ جنسًا وهي جمع محبَّةٍ وتَحيّ جمع تَحِيّةٍ، وحرك في جمع حركةٍ، وأمّا موهَبٌ فلئلا يشتبه بموهِبٍ مفعل من الهبَةِ، وأمَّا موظِبٌ فلئلا يشتبه بموظِبٌ مفعل من الوظوبِ على الشيءِ وهو الدَوامُ، وأمّا مكوزةٌ (٢) فقد صَحّت جمعًا لئلا يشتبه بمفردٍ ونظيره مَسيَفَةٌ في جمع سَيفٍ، ومَشيَخَةٌ في جَمع شَيخٍ، وأمّا حَيَوةُ فَلئلَّا يشتبه بحيَّةٍ جنسًا.

قالَ جارُ الله: "فصلٌ؛ وإذا اجتمع للرجلِ اسمٌ غيرُ مضافٍ ولقبٌ أضيفَ اسمُهُ إلي لقبِهِ فقيلَ: هذا سعيدُ كُرزٍ وقيسُ قُفّةُ وزيدٌ بطَّةٍ، وإذا كان مضافًا أو كنيةً أُجري اللَّقَبُ على الاسمِ فقيلَ: هذا عبدُ الله بطةُ، وهذا أبو زيدٍ قُفَّةُ".

قالَ المشرِّحُ: الكرزُ: الخرجُ (٣)، والجمع كُرَزَةٌ، مثلُ حجر وحجرة وغصن وغصنة. يُقال: كَبُرَ فلانٌ حتّى كأنَّه قُفَّةٌ. قالَ الأصمعي (٤): هي الشَّجرةُ اليابسةُ الباليةُ، والقُفَّةُ أيضًا القرعةُ اليابسَةُ، وربّما اتُّخذ من خُوصٍ ونحوه كهيئتِها، تَجعَلُ فيه المرأةُ قُطنَها. وإنَّما يُضاف أحدُ الاسمين إلى الآخرِ تَوخِّيًا للاختصارِ، وإنما يُؤخرُ اللقَبُ لأنَّه لو قُدّمَ لوقعت الغُنيَةُ عن الاسمِ ونحنُ نُريدُ أن نذكرَ كليهما وإنما يُجرى اللّقبُ على الاسمِ مطلقًا لعدمِ إمكانِ الإِضافةِ.


= وفيه: ٩٩ في القصيدة نفسها:
رهط ابن كوز محقّبوا أدراعهم … فيهم ورهط ربيعة بحذار
(١) في (ب) فقط.
(٢) شرح الأندلسي: ١/ ٢٤.
(٣) الصحاح: (كرز) عن ابن السكيت.
(٤) اللّسان، والصحاح والتاج: (قفف)، والتهذيب: ٨/ ٢٩٤ والنّص ها هنا منقول نقلًا حرفيًا من الصّحاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>