للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي يرجح قول أبي زيدٍ في هذه المسألة أنه لو كانت اللام بدلًا من الهمزة كان ذلك جمعا بين الهمزة واللام معنى وذلك لا يجوز، ومن ثم قال الأخفش: لو سميت بـ (أصيلال) باللام لكان غير منصرفٍ كما لو سميته بـ (أصيلان) ولذلك لم تصرف العرب نحو صحراء وحمراء لما أبدلوا الهمزة من ألف التأنيث، كما لم يصرفوا نحو رَضْوى وتَتْرى؛ ولأن الكلام لو حمل على ما قال سيبويه فاللام فيه لا تخلو من أن تكون هي المنقلبة للقسم، أو غيرها. لا وجه إِلى أن تكون هي المنقلبة؛ لأنها لو كانت المنقلبة لكانت زائدة، واللام لا تُزاد في نحو هذا الموضع إنما تُزاد في نحو ما أنشده أحمد ابن يحيى (١):

مَرُّوا سِرَاعًا فَقَالُوا كَيْفَ صَاحِبُكُمْ … قَالَ الذي سَأَلُوا أَمْسَى لَمَجْهُودَا

وهي قليلةٌ. وأما المثال الذي اعتلق به سيبويه فالفرق بينه وبين ما نحن فيه ظاهر؛ لأن "أن" واللام وإن اتفقا معنى لم يتفقا صورة بخلاف اللامين فإِنهما متفقان صورة ومعنى.

قال جارُ اللهِ: "وهما واللهِ لقد كان كذا. وهن فعلت فعلت في لغة طيئ. وفيما أَنشده أَبو الحَسَن (٢):


(١) مجالس ثعلب ص ١٢٩، الخصائص ١/ ٣١٦، ٢/ ٢٨٣، ضرائر الشعر ص ٥٨، الخزانة ٤/ ٣٣٠.
وأنشد بعده أبو العبَاس:
يا ويحَ نفسِيَ من غبراء مظلمة … قِيْسَت على أَطول الأَقوام ممدُودًا
(٢) عن أبي الحسن أيضًا في سر الصناعة ص ٥٥٤.
توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخل ص ٢١١، شرح المفصل لابن يعيش ١٠/ ٤٣، شرحه للأندلسي ٥/ ٧٧ ولم يذكره ابن المستوفي.
وينظر: المحتسب ٢/ ٩٤ (الفهرس)، الممتع ص ٤٠٠، المقرب ٢/ ١٧٨، شرح شواهد الشافية ص ٤٧٧، وقال: "وقائله مجهول، ويشبه أن يكون من شعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي".
وجاء في تاج العروس للزبيدي: (هذا) أن اللحياني أنشده عن الكسائي لجميل. وعنه أورده جامع شعره في ديوانه ص ٢١٨، وفي المحتسب: (وقلانا).

<<  <  ج: ص:  >  >>