قال جارُ الله:" (فصلٌ) والسّين إذا وقعت بعد عين أو خاء أو قاف أو طاء جاز إبدالها صادًا كقولك: صالغ، وأصبغ نعمه، وصخر، وصلخ، ومسَّ صَقَر، ويصاقُون وصت وصيقت، وصويق، والصملق، وصراط وصاطع ومصيطر".
قال المُشَرِّحُ: إنما تبدل السّين صادًا في هذين الموضعين تعديل الكلمة بالاستعلاء والإِطباق، إذ الطاء المطبقة مستعلية، والصاد توافقها بذلك وتوافق السين بالمخرج فتكون قلبت السين صادًا مع هذه الحروف بفاصل وبغير فاصل، أمَّا بغير فاصل فنحو (١): {مَسّ صقر} وصفت، وأما بفاصل فيكون بحرف وبحرفين. المصيطر: بالياء المثناة التحتانية.
قال جارُ الله:"وإذا وقعت قبل الدّال ساكنة أبدلت زايًا خالصة كقولك في يسدر: يزدر، وفي يسدل يزدل".
قالَ المُشَرِّحُ: إنما تبدل السين زايًا لطلبِ المشاكلة، وذلك لأنَّ السينَ مهموسةٌ والدال مجهورةٌ فلا مشاكلة بينهما، بخلاف الزاي والدال، فإنَّ كلًا منهما مجهورٌ.
قال جارُ الله:"قال سيبويه: ولا يجوز المضارعة يعني إشراب صوت الزاي".
قال المُشَرِّحُ: إنما لا يجوز إشرابُ صوتِ الزّاي [فلأن صوت الزاي] مجهورٌ فكان ذلك بمنزلةِ الجَمع بين الضدين، ولأنه شيء لا يطاوع به اللسان.
فإن سألتَ: فما تقولُ في إشرابِ الصّادِ صوتُ الزاي في نحو صدر وصدف؟.
(١) سورة القمر: ٤٨، وينظر سر صناعة الإِعراب ص ١٩٦.