للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَجَوْتَ زَبَّان ثم جِئْت مُعْتَذِرًا … من هَجْوِ زَبَّان لم تَهْجُو وَلَمْ تَدَعِ

وقوله:

أَلَمْ يَأْتِيْكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي … بِمَا لَاقت لبونُ بَنِي زِيَادِ"

قال المُشَرِّحُ: أثبت الواو في "لم تهجو" والياء في "ألم يأتيك" ساكنةً في الجَزم، لأنه اكتفى بحذف الحركة المقدرة [فيه] (١) علامةً للجزم، وهذا هو القياس كما في الوقف والاستحسان أن تسقط الياء، لأنه لا بد أن يسقط الجازم شيئًا، ولا حركة ها هُنا فيسقطها فيَسقط الحرف الذي هو محلّ الحركة يقول: لم تَهْجُ، لأنك اعتذرت، ولم تترك الهجو لأنك هجوت.

ما بعد البيت الثاني (٢):

ومَحْبِسُها على القُرَشِيّ تُشْرَى … بأَدْرَاعٍ وأسْيَافٍ حِدَادِ

يقول: ألم يأتيك خبر لبون بني زياد بما لاقت، ويحتمل أن تكون الباءُ مزيدةً، كقولك: "بحسبك درهم" و (٣) {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} ويحتمل أن يكون على التضمين. [قال ابن جني]: زاد الباء في "بما لاقت" لما كان معناه: ألم تسمع بما لاقت. وبنو زِيَادٍ: الرَّبيع بن زياد العَبْسِيّ وإخوته. وعنى


(١) أسقط الناسخ في (أ) هذه الكلمة وكرر الكلمة التي قبلها.
(٢) البيت لقيس بن زهير العبسي في شعره ص ٢٩ وفيه: (ألم يبلغك).
توجيه إعرابه وشرحه في: إثبات المحصل ص ٢٥٢، المنخل ص ٢٢٠، شرح المفصل لابن يعيش ١٠/ ١٠٤، شرحه الإِيضاح ٢/ ٤٥٨.
وينظر: الكتاب ٢/ ٥٩، شرحه للسيرافي ١/ ٢٠٩، شرح أبياته لابنه ١/ ٣٤٠، معاني القرآن ١/ ١٦١، نوادر أبي زيد ص ٥٢٣، الأصول ٣/ ٤٤٣، الجمل للزجاجي ص ٢٥٧ الحجة لأبي علي ١/ ٢٤٤، الشعر لأبي علي ص ٢٠٤، المحتسب ١/ ٦٧، المنصف ٢/ ٨١، سر الصناعة ص ٧٨، ٦٣١، الخصائص ١/ ٣٣٣، ٣٣٦، الإِنصاف ص ٢٤، ضرائر الشعر ص ٤٥، شرح شواهد الشافية ص ٤٠٦.
(٣) سورة النساء: ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>