للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول رؤبة (١):

* يَكِلٌ وَفْدُ الرِّيْحِ من حيثُ انْخَرَقْ *

قال جارُ الله: "والمُنحرف اللام، قال سيبويه (٢): هو حرف شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت".

قال المُشَرِّحُ هذه على التَّسمية المجازِيّة، وذلك أن الانحراف اللّسانِ لا للحَرْفِ.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) ويرتقي عدد الحروف إلى ثمانية وأربعين حرفًا، فحروف العربية الأصول تلك التسعة والعشرون وتتفرع منها ستة مأخوذ بها في القرآن وكل كلام فصيح، وهي الهمزة بين بين، والنون الساكنة التي هي غنة في الخيشوم وتسمى النون الخفية والخفيفة، وألفا الإِمالة والتفخيم نحو عالم والصلوة والشين التي كالجيم في نحو أشدق، والصاد التي كالزاي في نحو مصدر".

قال المُشَرِّحُ: الترتيب فيها: الهمزة بين بين، وألفا الإِمالة والتفخيم، والسين التي كالجيم والنون الخفية، والصاد التي كالزاي، ليكون على وفق مخارج الحروف، ولأن المجهورة أغلب على طباعهم نكبوا عن الشين المهموسة إلى الجيم وعن الصاد المهموسة وخاصة عند مجاورة الدال إلى الزاي، وهذا مما يبين لك أن المجهورةَ أحبُّ إليهم.

قال جارُ الله: "والبواقي حروفٌ مستهجنةٌ، وهي الكاف التي كالجيم، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالسين، والصاد الضعيفة، والصاد التي كالسين والظاء التي كالثاء والباء التي كالفاء".


(١) ديوان رؤبة: ١٠٤.
(٢) الكتاب: ٢/ ٤٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>