للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مخرجه. فلا يجري، والرخاوة بخلافها وتتعرف تباينهما بأن تقف على الجيم والشين فتقول: الحج والطش فإنك تجد صوت الجيم راكدًا محصورًا لا تقدر على مدّه، وصوت الشين جاريًا تمده إن شئت، والكون بين الشدّة والرّخاوة أن لا يتم لصوته الإِنحصار ولا الجري كوقفك على العين وإحساسك في صوتها بشبه الإِنسلال من مخرجها إلى مخرج الحاء".

قال المُشَرِّحُ: [لم ترعونا: وقع في نسخ (المفصل)] بالتاء المثناة الفوقانية وهذا سهوٌ، ألا ترى أن التاء من الحروف المجهورة (١)، والحرف الواحد لا يكون من الحروف الشديدة ومن الحروف التي هي بين الشديدة والرخوة، والصواب فيه: الياء المثناة التَّحتانية (٢). والفرق بين المجهور والشديد أن المجهور هو الذي يَقوى فيه الاعتماد بشدة الوَقع، والشَّديد هو يشتد فيه الاعتماد بلزوم موضعه لا بشدة الوقع.

عبارةٌ أُخرى: سوى ما ذكره الشيخ -رحمه الله- في تعريف ما بين الشديدة والرخوة وهي أن العين تجري فيه الصوت ويصل إلى التردد فيه (٣) لشبهه بالحاء، ولم يمتنع امتناع غيره، واللام تجري في حافتي الصوت فلا هو مثل الرخوة، لأن طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه، ولا مثل الشديدة فيمتنع الصوت. قال ابن جني: ولولا بحة في الحاء لكانت عينًا.

قال جارُ الله: "والمطبقة الضاد والظَّاء والصّاد والطاء. والمُنفتحة ما عداها. والإِطباق: أن تطبق على مخرج الحرف من اللسان ما حاذاه من الحنك. والانفتاح خلافه".

قال المُشَرِّحُ: ابنُ جني: ولولا اطباق في الصاد لكانت سينًا ولولا


(١) في (أ): "الشديدة".
(٢) رسمها ابن النحاس رحمه الله بخطه في المفصل بنقطتين من فوق ونقطتين من تحت وأشار إلى قراءة نسخة أخرى.
(٣) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>