للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطويل، الذي يَروي عن مالكٍ مولاه، وزُريقٍ جدِّ طاهرِ بن الحُسين ذي اليمنيين مولى عبد الله بن خَلَف. وأنشدَ النَّحويون (١):

رَحِمَ اللَّهُ أعظُمًا دَفَنُوها … بِسِجِستَانَ طَلحَةَ الطَّلَحَاتِ

وأما طلحةُ بن عُبيد الله بن عُثمان من الصحابة فَتَيميٌّ، وهو الذي يُقال له: طَلحةُ الخيرِ وطلحةُ الجودِ وطلحةُ الفَيَّاضُ هو من العشرةِ المبشرةِ بالجنّةِ (٢) ابنُ قَيسِ الرُّقيَّات: إنما أُضيفَ إلى الرُّقيات، لأنَّه اتّفق له عدةُ جَدّاتٍ اسمُ كلِّ واحَدةٍ منهن رُقيةُ، وقيلَ شَبَّبَ بثلاثِ نسوةٍ اسمُ كلِّ واحدةٍ منهنّ رُقَيَّةُ، فأُضيف إِليهنَّ لذلك ولهذا قيلَ قيسُ الرُّقيات، وكذلك ابنُ قيس الرُّقيَّاتِ، أُجرِي اللَّقبُ على الاسمِ كما قيلَ: عبدُ الله بَطَّةُ، ويشهدُ له نصُّ السِّيرافيّ (٣) يقالان جميعًا أمَّا الإِجراءُ فوجهه كما ذكرنا ظاهرٌ، إنما الشأنُ في الإِضافةِ، وهي بمنزلةِ الإِضافةِ في حَبِّ رُمَّانٍ، يريد التَّنكيرَ تثنية وجمعًا كما يُورد على عَلمِ الشَّخص فكذلك على عَلمِ الجنسِ وذلك نحو الأُسامَتان والأُسامات.

قالَ جارُ الله: "فصلٌ، وفلانٌ وفلانةُ وأبو فلانٍ وأمُّ فلانةَ، كنايات عن أَسامي الأناسِيّ وكُناهم، وإذا كَنَّوا عن أعلامِ البَهَائم أَدخلوا اللّامَ فقالوا الفلانُ والفلانةُ".

قالَ المشرحُ: أعلامُ البهايمِ لا تخلو مع العلمين عن شَوبٍ من الجِنسيَّةِ، فيدخلُ على الكنايةِ عنها اللّامُ.

أمّا بيانُ المقدمةِ الأولي: فلأنَّ الأعلامَ وضعت لإِحرازِ الفُرَصِ وصيانَتِها عن الضياع، وهذا لأنَّ الفُرصةَ كثيرًا ما تتفق للمرءِ وهو عنها غافلٌ،


(١) البيت لعبد الله بن قيس الرقيات كما في ديوانه: ص ٢٠ وانظر حاشية المفصل: ورقة ٨٩، وشرح الأندلسي: ١/ ٤٠، والمقتضب: ٢/ ١٨٨ والإِنصاف: ٤١، وشرح ابن يعيش: ١/ ٤٧.
(٢) وربما قيل له طلحة الطلحات أيضًا. انظر المعارف: ٢٢٨، وطبقات ابن سعد: ٣/ ١٥٢.
(٣) شرح الكتاب: ٤/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>