للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَعيفٌ هوى يُبغي عليه ثَوَابُ

بتنوين ضَعيفٍ، فقالَ: كيفَ جَعَلَ المبتدأ وهو ضعيفٌ نكرةً غيرَ مَوصوفةٍ؟ فقلتُ: ليس الأمرُ كذلك لأنَّ ضَعيفًا خبرُ المبتدأ، والمبتدأ هَوى (١) يَبغي عليه ثَوابُ، فما كاد (٢) يُصدِّقني في أنَّ ضعيفٌ هو خبرُ المبتدأ حتَّى امتحن ذلك بالرابِطةِ، فاستَحسَنَ الجوابَ وأثنى عَليَّ. وكذلك من يَشنؤُك مبتدأ ومشنؤٌ خبره وكذلك: {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} في مقامِ المبتدأِ وسواءٌ عليهم خبرُه. أم والهمزةُ في الآيةِ مجردتان لمعنى الاستواءِ، وهكذا (٣) لو سَوَّيتَ بين الأمرين في الاستفهامِ أجريتَ التَّسوَية مَجراها في غيرِ الاستفهام، وذلك قولك أزيدٌ عندَك أمَ عَمرٌو (٤)؟ والحالُ لا تختلفُ بين أَم المُتَّصلةِ، وأم المُعَادِلةِ، وذلك في نحو قولِهِ تعالى (٥): {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ}. قال سيبويه: جَرى هذا على حرفِ الاستفهامِ كما جَرى على حرفِ النّداءِ في قولِكَ: اللَّهمَّ اغفِرْ لَنَا أيَّتُها العصابة وتقديمُ خبرِ المبتدأِ على المبتدأِ مسألةٌ مختلفٌ فيها بينَ أهلِ البصرةِ والكوفةِ (٦).


= عم سيف الدولة الحمداني، كان الصاحب بن عبّاد يقول بدئ الشعر يملك وختم بملك يعني امرأ القيس وأبا فراس. ألفت عنه عدة كتب. وله ديوان شعر طبع في مجلدين بعناية الدكتور سامي الدّهان، ترجمته وأخباره في يتيمة الدهر: ١/ ٢٢ - ٦٢، وتهذيب ابن عساكر: ٣/ ٤٣٩، وزبدة الحلب: ١/ ١٥٧، وشذرات الذهب: ٣/ ٢٤ …
(١) في (أ) هو الذي.
(٢) في (أ) كان.
(٣) في (ب) وكذا.
(٤) في (ب) أم بكر.
(٥) سورة الأعراف: آية: ١٩٣.
(٦) انظر الإِنصاف: ١/ ٦٥، المسألة رقم ٩، والتبيين عن مذاهب النحويين، المسألة رقم: ٣٢، وائتلاف النصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة: المسألة رقم: ٨ في قسم الأسماء.
وانظر: كتاب سيبويه: ١/ ٢٧٨، وشرحه للسّيرافي ٣/ ٤٣ والنكت عليه للأعلم: ٢٤٢، والتعليق عليه لأبي علي الفارسي: ٨٥ والأصول لابن السراج: ١/ ٦٤، وشرح الأندلسي: ١/ ١٣١، وشرح ابن يعيش: ١/ ٩٩، والمقتضب: ٤/ ١٢٧، وشرح الكافية: ١/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>