للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقولك: أنتَ وزيدٌ ذاهبان، وعندَ البَصرِيِّين لا يجوزُ (١).

قالَ جارُ الله: فصلٌ، وجميعُ ما ذُكر في خبرِ المبتدأ من أصنافِهِ وأحوالِهِ وشرائِطِهِ قائمٌ فيه، ما خَلا جوازُ تقديمِهِ، إلَّا إذا أُوقعَ ظرفًا، كقولك: إنَّ في الدارِ زيدًا، ولعلَّ عندَك عمرًا، وفي التنزيل (٢): {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}.

قَالَ المشرّحُ: عنى بأصنافِهِ: كونَهُ مُفردًا وجُملةً، وبأحواله كونَهُ معرفةً ونكرةً، وبشرائِطِهِ: إعادةَ الضميرِ من الخبرِ إلى الجملةِ على ما ذكرناه. تقديمُ خبرِ المبتدأ على المبتدأ جائزٌ، وتقديمُ خبر إنَّ على اسم إنَّ لا يجوزُ، وجهُ الفَرقِ: أنَّا إذا قَدَّمنا خبرَ المبتدأ [على المبتدأ لم يلزم خلافُ الأصلِ، إلَّا من وجهٍ، بخلافِ ما إذا قَدّمنا خبرَ] (٣) إنَّ على اسمِ إنَّ فإنه يلزمُ من ذلِكَ خلافُ الأصلِ من وجهين، وذلك أنَّه كما يَلزَمُنا خلافُ الأصلِ بتقديمِ خبرِ إنَّ على إسمِها، فكذلك يَلزَمُنا خلافُه بالفَصل بينَ إنَّ واسمها، -اللَّهُمَّ- إلَّا إذا كانَ خبرُ إنَّ ظَرفًا، فإنه (٤) يَجُوزُ تقديمُ الخبرِ على إسمِ إنَّ وجهُ الفرقِ بينها إذا كانَ الخبرُ ظرفًا، وبينَ إذا لم يَكن ظرفًا أنَّه إذا كانَ ظَرفًا فإمَّا أن يَكونَ ظرفًا حَقِيقِيًّا، أو مجازِيًّا، بأنْ (٥) كانَ حرفَ جرٍّ، فلئن [كانَ مجازِيًّا] (٦) فالفرقُ بينهما ظاهرٌ، وذلك أنَّ حروفَ الجَرِّ وُضِعَت للتّوسّطِ بينَ شيئين، وإذا تَوَسّط بينَ إسم إنَّ وإسمها حرفُ جرٍّ لم يلزم من


(١) انظر الإِنصاف: ١٨٥ مسألة رقم: ٢٣، والتبيين عن مذاهب النحويين المسألة رقم: ٥٢، وائتلاف النّصرة … مسألة رقم: ٤٧ قسم الحروف وانظر الكتاب: ١/ ٢٩٠، والأصول: ١/ ٣٠٦، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ٣١١.
(٢) سورة الغاشية: الآيتان: ٢٥، ٢٦.
(٣) في (ب).
(٤) انظر شرح الأندلسي: ١/ ١٥١ نقل النّص ولم يعقب عليه.
(٥) في (ب) فان.
(٦) في (ب) كان مجازيًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>