للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المشرّحُ: هذا البيتُ مختلَفٌ فيه بين البصريَّةِ والكوفيَّة، فالبصريَّةُ تقولُ: خبرُ ليتَ محذوفٌ، ورواجعًا منصوبٌ على الحالِ، والكُوفيّةُ تقولُ: هذا البيتُ على لغةِ بني تميمٍ (١) يعملون ليتَ إعمالَ ظَنَّ، فيقولون: ليتَ زيدًا شاخصًا، كما يُقالُ ظننتُ زيدًا شاخِصًا، وعليه المثل: (ليتَ القِسِيَّ كلَّها أرجلًا): أرجلُ القِسِيُّ إذا وُتّرت (٢) أَعالِيها وأيْدِيها أَسَافلُها، وَأَرجُلُها أشدُّ من أَيديها وأَنشدَ (٣):

لَيتَ القِسِيَّ كلَّها من أَرجُلِ

يضربُ للتَّمني مُحالًا كأنَّهم يُجرون لَيت مُجرى فِعلِ التَّمني، وعندَ ذلك لا حاجةَ إلى الخبر، ونَحوه (٤):


= منسوبة إلى الأصفهاني؟ لعله شارح الكافية، قال:
ذهب بعض الكوفيين إلى جواز نصب خبرها، وذهب الفراء إلى جواز نصب خبر ليت دون الباقية. حجّة من ذهب إلى الجواز مطلقًا، وقوع نصب أخبارها، ووقوع النصب دليل جواز، أما وقوع نصب خبر إن ففي قول عمر بن أبي ربيعة:
إذا اسودّ جنح الليل فلتأتِ ولتكن … خطاكَ خفافًا إنّ حراسَنا أسدا
وقول الراجز:
إنّ العجوز خبة جروزا … تأكل كل ليلة قفيزا
وما روي في الخبر أنّ قعر جهنم تسعين خريفًا، وأما وقوع خبر لكن ففي قول أبي نخيلة الحماسي:
كأنّ أذنيه إذا تشوفا … قادمة أو قلما محرّفا
وأما وقوع نصب خبر ليت ففي قول الشاعر:
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى … والشّيب كان هو البديء الأول،
وقول الآخر:
فليت غدا يكون غدًا وشهرا … وليت اليوم أيامًا طوالا
ولا حجة في شيء من ذلك إذ يمكن ردّه إلى ما يكون جوازه متفقًا عليه. وأولها كلها. وانظر همع الهوامع: ٢/ ١٥٦، ١٥٧ (الكويت).
(١) مجمع الأمثال: ٢/ ١٨٧.
(٢) في (ب) أوترت.
(٣) مجمع الأمثال: ٢/ ١٨٧، والخزانة: ٤/ ٢٩٠ (عرضا) وشرح الأندلسي: ١/ ١٥٣، وابن يعيش: ١/ ١٠٣.
(٤) عجزه: =

<<  <  ج: ص:  >  >>