للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألَا رَجُلًا جزاهُ اللهُ خَيْرًا

فإن سألتَ: كيفَ أجريتَ هذه الكلمةَ من بينِ سائرِ أخواتِهَا مَجرى الفعلِ على لغةِ تميمٍ؟ أجبتُ: لأنَّها أَشبهُ أخواتِها بالفعلِ، ولذلك لا تُفارقُها نونُ العمادِ.

قَالَ جارُ اللهِ: ومنه قولُ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ لقُرَشيٍّ مَتَّ إليه بقرابَةٍ فإنَّ ذلك، ثم ذَكَرَ حاجَتَه فقالَ: لَعَلَّ ذلك، أي فإن ذلك مصدّقٌ، ولعلَّ مطلوبَك حاصلٌ.

قالَ المشرحُ: مَتَّ إليه بقرابةٍ أي بِقُربٍ إليه، والمَتُّ والمَدُّ متقاربان فكأنّه مدَّ إليه قرابةً.

قالَ جارُ اللهِ: وقد التُزِمَ حذفُهُ في قولهم: ليتَ شِعري.

قالَ المشرحُ: قالوا: الخبرُ ها هنا محذوفٌ، ومعناه ليتَ علمي حاصلٌ (١)، ويُحتَمَلُ عندي أن يكونَ ليتَ من البابِ الأولِ على معنى أَتَمنى عِلمي فيكون علمي مفعولًا وحينئذٍ لا يكونُ به حاجَةٌ إلى الخبرِ (٢).


= يدلّ على محصّلة تبيت
وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٣٥٩، وشرحه للسّيرافي: ٣/ ٩٦، والنكت للأعلم: ٢٢٥، والنوادر لأبي زيد: ٥٦، والخصائص: ١/ ٣٤٦ وشرح ابن يعيش: ٢/ ١٠١، ١٠٢، وشرح التسهيل لأبي حيان: ٢/ ١٧٥، والخزانة: ١/ ٤٥٩ والبيت لعمرو بن قعاس المرادي ترجمته في الخزانة: ١/ ٤٥٩، ومعجم الشعراء: ٢٣٦. من قصيدة أولها:
ألا يا بيت بالعلياء بيت … ولولا حُبَّ أهلك ما أتيت
ألا يا بيت أهلك أوعدوني … كأني كل ذنبهم جنيت
وبعد البيت الذي استشهد به المؤلف:
ترجّل لمتى وتقيم بيتي … وأعطيها الأتاوة إن رضيت
وقد أورد ابنُ ميمون في منتهى الطَّلب القصيدة التي نقلها البغدادي في الخزانة إلَّا أنه لم يذكر هذا البيت في القصيدة. انظر القصيدة عن منتهى الطلب (المخطوط) في المورد ( .. ).
(١) شرح الأندلسي: ١/ ١٥٤، وشرح التسهيل لأبي حيان: ٢/ ٢٠٤.
(٢) ردّ العلوي في شرحه: ١/ ٧٦ على الخوارزمي بعد ما أورد كلامه هنا بقوله: وزعم الخوارزمي =

<<  <  ج: ص:  >  >>