للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منزلةَ الفِعلِ، ألا تَرَى أنَّه يَصِحُّ أن يُقال: لا صلاةَ والشمسُ تطلُعُ، لا إفطارَ والشمسُ لم (١) تَغْرُب، فلا ها هنا بمنزلةِ الفعل، وإلَّا فما الفاعلُ في هذه الجُملةِ المنصوبةِ المَحَلِّ.

أوَّلُه: (٢)


(١) في (أ).
(٢) هكذا نسب الزمخشري هذا البيت إلى حاتم هنا، مع أنه نسبه في كتابه (شرح أبيات كتاب سيبويه) من تأليفه إلى رجل من النبيت. ونسبه كثير من العلماء إلى حاتم. وقد رجعت إلى كتب كثيرة في شروح الشواهد في ذكرها هنا إطالة وأكتفي هنا بذكر ما تمس الحاجة إلى ذكره منها. ووجدت في نسبة هذا البيت اختلافًا كثيرًا. فالعيني ينقل عن الجرمي نسبته إلى أبي ذؤيب الهذلي، وأبو محمد الغندجاني ينسبه إلى رجل من الأنصار من النبيت، يسميه بعضهم نبيت بن قاصد، وبعضهم عمرو بن مالك …
أما نسبة البيت إلى أبي ذؤيب فلأنّ في شعره قصيدة توافق هذه القصيدة في وزنها وقافيتها. انظر شرح السكري لأشعار هذيل: ١/ ١٢٠.
قال أبو الحّجاج يوسف بن يسعون في كتابه (المصباح في شرح شواهد الإِيضاح) هذا البيت لرجل جاهلي اسمه عمرو بن مالك بن الأوس، وله ولحاتم الطائي والنابغة الذبياني خبر طريف في اجتماعهم عند ماويّة بنت عفراء خاطبين لها فغلّبت حاتمًا وتزوجته.
وانظر الخبر في الأخبار الموقعيات للزبير بن بكار: ٤٢٠، مع اختلاف في أسماء الشعراء …
وفي الخبر الذي رواه الزبير بن بكار: قالت: قولوا شعرًا واذكروا فيه كريم فعالكم …
أما هذا البيت فهو من قصيدة عمرو بن مالك الأوسي النبيتي ويدلّ على ذلك رواية الأسود الغندجاني أبو محمد الأعرابي في فرحة الأديب:
هلّا سألت النبيتيّن ما حسبي … عند الشتاء إذا ما هبت الريح
وردّ جازرهم حرفًا مصرّمةً … في الرأس منها وفي الأصلاب تمليح
وقال رائدهم: سيان ما لهم … مثلان مثل لمن يرعى وتسريح
إذا اللقاح غدت ملقى أصرتها … ولا كريم من الولدان مصبوح
وقال النابغة الذبياني: [الديوان: ٦١].
هلّا سألت بني ذبيان ما حسبي … إذا الدخان تغشى الأشمط البرما
وهبت الريح من تلقاء ذي أرل … تزجى مع الليل من صرامها صرما
ينبيك ذو عرضهم عني وعالمهم … وليس جاهل شيء مثل من علما
إني أتمم أيساري وأمنحهم … مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما
وذكر الزبير بن بكار أنّ ممن خطبها زيد الخيل الطائي فقال: [ديوانه: ٧٦]
هلا سألت بني نبهان ما حسبي … عند الطعان إذا ما احمرت الحدق =

<<  <  ج: ص:  >  >>