للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَجبتُ: الحالُ لا تخلو من أن يُقالَ ذلك، أو لا يُقالَ، فلئن قيلَ فذاك، وإن لم يُقل فالمعنيّ بما جاء مثّنىً ما جاء (١) على صورةِ مُثَنّى وإنه كذلك. هذا ذَيك: أي قَطعٌ بعدَ قطعٍ، والهذُّ هو الإِسراعُ في القطعِ، والفّراءُ يروي (٢):

هَذَا ذَيكَ حتَّى ليسَ للبردِ لابِسُ

تَزعُمُ (٣) النساءُ أنّه إذا شَقَّ أحدُ [الزوّجين] (٤) عندَ البِضاعِ شيئًا من ثوبِ صاحِبِه دامَ بينَهُما الودُّ، وإلَّا تَهاجَرا.

قالَ جارُ اللَّهِ: "ومنه ما لا يَنصرِفُ نحوَ سُبحانَ اللَّهِ، ومَعاذَ اللَّهِ".

قالَ المشرّحُ: سُبحانَ: مصدَرٌ غيرُ منصرفٍ ولا [مُتَصَرّفٍ، أمَّا كونُه غيرَ منصَرِفٍ] (٥) فلما فيه من تركيب (٦) المضارعةِ، هذا بمنزلةِ عُثمان (٧) في أنّه


= دواليك حتّى ما لذا الثّوب لابس
ويروى: (غير لابس) بالجرّ، وهي رواية الزّجاجي في (الجمل) فانتقد البغدادي في الخزانة رواية الرّفع في البيت، مع أنّها رواية سيبويه، والجوهري والأزهري والفارابي، والزمخشري، وابن فارس .. وغيرهم من علماء النحو واللّغة أرباب المعاجم والموسوعات قال: وروى العيني (ليس للبرد لابس) كصاحب الصحاح، وهو غير صحيح فإنّ القوافي مجرورة، فهذه روايتهم وللبيت عدة روايات أغلبها في الخزانة، وفي شرح أبيات سيبويه لابن خلف.
(١) في (ب) فقط.
(٢) رواية الفرّاء في؛ الصحاح: ٥٧٣. غير منسوبة إليه.
(٣) هذا النص نقله الأندلسي في شرحه: ١/ ١٧٢، وقد نقله المؤلف من الصحاح: ٥٧٣ وقد أورد اللّبلي في (وشي الحلل) ورقة: ٦٢ ما ذكره الخوارزمي هنا، وزاد: وكانوا يقولون: كلّ محبّة لم تُخْرَق عليها الثّياب لم تدم.
وقال ابن سيْدَة في شرح أبيات الجمل: وكانت العرب تقرل: أيما امرأة أحبَت رجلًا فلم تشق برقعها ويشق هو رداءة فسد ما بينهما .. وقال: قيل: كانا يفعلان ذلك ليتذكر كلّ واحد منهما صاحبه بما فعل.
وانظر روايات مختلفة لهذه القصة في تهذيب اللّغة، والصّحاح، وشرح الشواهد للعيني، وخزانة الأدب، ونهاية الأرب للنويري، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ..
(٤) في (أ) فقط.
(٥) في (ب) فقط ويؤيده نصّ العلوي المنقول من هنا.
(٦) في (ب) تركيب معنى.
(٧) نقل العلوي هذا النّص في شرحه وعلق عليه بقوله: وهذا فاسد لأمرين: أمّا أولًا فلأنّ ترك =

<<  <  ج: ص:  >  >>