للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَمٌ، والألفُ والنّونُ فيه للمضارعةِ، أمَّا كونُه غيرَ مُنصرفٍ فلأنَّه أبدًا لا يكونُ إلّا منصوبًا، وكذلك معاذَ اللهِ، غيرُ مُنصَرِفٍ بِهَذا التَّفسير.

قالَ جارُ اللَّهِ: "وعمرَك اللَّهَ، وقعدَكَ اللَّه".

قالَ المشرّحُ: إذا قلتَ (١) عمرَكَ اللُّهَ فكأنَّك قلتَ: بتعميركَ اللَّهَ، أي بإقرارِك له بالبقاءِ، وأمَّا قولُ عمرَ بن أبي رَبيعة (٢):

أيُّها المنكحُ الثّريا سُهيلًا … عمرَك اللَّهَ كيفَ يلتقيانِ

فمعناه: سألتُ اللَّهَ أن يطيلَ عُمُرَكَ. فإن سألتَ: فكيفَ معنى انتصابه على المصدَرِ في الوجهينِ؟ أجبتُ: المقصودُ هو الوجهُ الثّاني، وعَمُرك مختصرُ تعميرِك، ولمّا كانَ قولُك: عَمَرَكَ اللُّهُ تَعميرًا عِندَ نِيَّةِ الدُّعاءِ للسؤالِ من اللَّهِ إطالةَ عُمُرِكَ اعتُبِرَ هذا المعنى في مُتَصَرّفاتِهِ، فمعنى عَمَّركَ اللَّه تَعميرًا على معنى السُّؤال (٣).

قعيدَك اللَّه لأتيك: يمينٌ للعَرَبِ، والمعنى بصاحِبك الذي هو


= الصرف لا وجه لذكره ها هنا، وليس مقصودًا للشّيخ، ولا أراد ذكره، وأمّا ثانيًا: فهب أنّا سلمنا أنّ سبحان لا ينصرف فما تصنع بمعاذ اللَّه، وعمرك اللَّه، والفصل كلّه موضوع لهذه المصادر كلها، فإذا لا معنى لذكر ترك الصرف في هذه المصادر، إنما الغرض هو ترك التّصرّف فيها، وهو أنّها غير خارجة عن نصب المصدرية بحال، وأنّ قوله "ينصرف" تصحيف لا محالة. (المحصل في كشف أسرار المفصّل): ١ / ورقة: ٨٨، وهناك ردودٌ أخرى أمسكت عن ذكرها خشية الإِطالة. انظر المقاليد: ٩٣، والتاج المكلل …
(١) النص هنا من قوله: إذا قلت … إلى قوله "فإن سألت" منقول نقلًا حرفيًا عن الصحّاح للجوهري: ٧٥٦ (عمر).
(٢) انظر ملحقات ديوان عمر: ٤٩٥.
والبيت من شواهد المقتضب: ٢/ ٣٢٩، وأمالي المرتضى: ١/ ٣٤٨، وشرح الأندلسي: ١/ ورقة: ١٧٤، وشرح العلويّ: ١ / ورقة: ٨٨، وشرح الكافية: ١/ ٣١٢، وخزانة الأدب: ١/ ٢٣٨، وشرح شواهد الكشاف: ٥٢٥.
(٣) انظر استعمالات عمرك اللَّه المختلفة مقرونة بالشواهد والدلائل في شرح العلوي (المحصّل في كشف أسرار المفصّل). ورقة ٨٨. من الجزء الأول نسخة برلين.

<<  <  ج: ص:  >  >>