للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتَفَى الفتحُ والكسرُ تَعَيّن الضَّمُّ، ونظيرُ هذه المسألةِ في البناءِ الغَاياتُ، لو أُضيفَت الغايات عادَ الإِعرابُ، وكذلك إذا نكّرتَها، والمُنادى المُفردُ بهذه المثابة (١)، والفرقُ بين يا رجلًا ويا رجلُ أنك إذا قلت: يا رجلًا فلست تَقصد رَجُلًا بِعَينِهِ بخلافِ يا رجلُ فإنَّ قصدَك فيه إلى واحدٍ بعينه. الاسمُ إذا دَخَلَه لامُ الاستغاثَةِ والتَّعَجُّبِ فإنه لا يَظهَرُ ما يقتَضيهِ حرفُ النداءِ من الإِعرابِ ضرورةَ أنّه حرفُ جَرٍّ وهو آخرُهُما وجودًا فتكون الغَلَبَةُ له، وهذا ما يؤيّدُ مَذهبَ البصريين في إعمالِ الثّاني من الفِعلين من حيثُ أنّ تميمًا اسم مظهر رُوعي فيه حالُ الغَيبةِ، ومن حيثُ أنه لو تَنَزَّلَ منزلةَ ضَميرِ الخِطابِ رُوعي فيه حالُ الخطابِ، ولعلَّ الخطابَ فيه أَحسنُ الوجهين (٢)، لأنَّ هذا الاسمَ في الأصلِ غائبٌ إلا أنّه وَرَدَ عليه الخِطابُ، وهو آخرهما وُجودًا، فيكونُ الغلبةُ له. صاحبُ عمروٍ: عطفُ بيان، وكذلك أبا عبدِ اللهِ، إلَّا أنَّ المعطوفَ عليه في الأوّل علمٌ وفي الثاني جنسٌ. وقوله: وعبد الله عطفٌ بالحرفِ.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ، والوصفُ بابن وابنة كالوصفِ بغيرهما، إذا لَم يقعا بينَ عَلَمَينِ، فإن وَقَعَا أتبعتَ حركة الأوّلِ حركةَ الثاني كما فَعَلُوا في ابنم، وامرئ، وتقولُ: يا زيدَ بنَ أخينا، ويا هندَ ابنةَ عَمّنا، ويا زيدَ بنَ عمرو، ويا هندَ بنتَ عاصمٍ".

قالَ المشرّحُ: هذه المسألةُ من أَعجبِ المَسَائل، وذلك (٤) أنَّ الصّفةَ أبدًا (٥) تتبعُ الموصوفَ في إعرابِه، وها هنا تَتبعَ الموصوفَ الصّفةَ، إنما كانَ


(١) في (ب) المنزلة.
(٢) الأندلسي: ١/ ١٨٩.
(٣) في (أ) في الأصل.
(٤) هذا النّص نقله الأندلسي في شرحه: ١/ ١٩١ وعقب عليه بقوله: أقول: بالاتباع حصل التخفيف من وجهين، أحدهما: أنّ الفتحة أخفّ. والثاني: أن الاتباع أخف من اختلاف الحركات.
(٥) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>