للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأَربعةٍ شادُوا الهُدَىِ بعدَ شَيخِهِم … فقد بُنِيَ الإِسلامُ منهم على خَمسِ

بنورٍ إلهِيّ عَلَيهم وزُهدِهِم … وَعِلمِهم أَضحوا ملائِكَةَ الأُنسِ

فَعاشوا لِتَرشيحِ الهُدى وَيرَاعُهُمْ … بِصائِبةِ الأحكامِ تَقطُرُ في الطِّرسِ

ومن جَيّدِ شعره قوله في الغَزل (١):

أقولُ لركبٍ أَزمعوا السَّيرَ بُكرَةً … إلى مُنحَنى الوَادِي الّذي طابَ واديًا

خُذُوا عَبَرَاتِ العَينِ مِنّيَ وانضَحوا … بهنَّ من الأطلالِ ما باتَ صادِيَا

وقُولُوا لَه إنَّ انهمالَ دُمُوعِهِ … يُحَرّمُ أن نَستَمطرَ المُزْنَ غادِيَا

ويا ربعُ إن تُبصِرْ حَواليك مائِرًا … من الدّم مَسفُوحًا فذاكَ فُوادِيَا

أَحِبَّتُنَا الصّافو الوِدادِ تَمالَئُوا … على الغَدرِ حتّى قَد حَمِدنا الأعاديا

ويا بانَتَيْ وادِي الغَضَا سُقِيَ الغَضَا … لِحُبِّكُما أمسى وأصبَحَ شَادِيا

ولَولاكُما والصِّدقُ رأبِي ما اغتَدَى … فؤادِيَ لَمَّا أن تَحضَّرت بادِيَا

وقال أيضًا (٢):

ولم أنسها والدَّمعُ يخضُلُ خَدَّها … غَداةَ يَسُوق الحادِيَان جِمالَهَا

يقولُ لئن أَزمعت بينًا فَبَيْنَنَا … عقودٌ من الميثاقِ نأبى انحِلالَهَا

وفي افتخاره بنفسه يقول (٣):

تكَسّبتُ من كَدّ اليَمينِ مآثِرًا … كَفَتنِي أن أُعزى إلى الأب والجَدِّ

وإن كنتُ في كلّ الفَضَائِل واحِدًا … فإنّي على رغمِ العِدا أُمَّةُ وَحْدِي

ولستُ بمن يَبغِي نَوالًا منَ امرئٍ … وإن سالَ من جَدواهُ أَودِيَةُ الرِّفد

إذا كانَ يَطفو عَلفَقُ المَنِّ والأذَى … عَلَيها فَقُلْ لِي كَيفَ أَكرعُ في وِرِد

ومن ذلك قوله أيضًا (٤):


(١) بدائع الملح ورقة: ٢٨.
(٢) شروح سقط الزند: ١٨١٤.
(٣) بدائع الملح ورقة: ٢٠، ٢١.
(٤) معجم الأدباء ١٦/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>