للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تلحقُ الصفةَ عندَ الخليلِ فلا يقالُ: وازيدُ الظّريفاه، وتلحقها (١) عندَ يُونس.

قالَ المشرّحُ: المضافُ والمضافُ إليه بمنزلةِ اسم واحدٍ، ولذلك يؤنَّثُ الفعلُ المسندُ إلى المضافِ بتأنيثِ المضافِ إليه، كما في قَولِهِم: شُلّت بَعضُ أنامِلِه، وقوله (٢):

وَقَد شَرِقَت صدرُ القناةِ من الدَّمِ (٣)

حُجَّةُ الخليلِ: أنّ (٤) المضافَ والمضافَ إليه بينهما اتحادٌ ولَيس مثله بينَ الصفةِ والمَوصوفِ، بِدَلِيلِ أنَّ المُضافَ إليه على كلامٍ، [والصِفَةَ مع المَوصوفِ على] (٥) كلامين، ومنَ ثَّم (٦) لم يَجُزِ السُّكوتُ على المضافِ كما جازَ على الصِّفَةِ.

قالَ جارُ اللَّهِ: ولا يندبُ إلّا الاسمُ المعرّفُ، فلا يقالُ: وآرجلاه، ولم يُستَقبَحْ وامَن حَفَرَ بئرَ زَمزَماهُ، لأنّه بمنزلةِ: وآعبدَ المُطَّلباهُ.

قالَ المشرّحُ: إنّما لا يقالُ وآرجُلاه، لأنَّ المقصودَ بالنُّدبة هو استغاثةُ الناسِ بأعظامِ الرزيّةِ، وأعظامُها بإظهارِ المتوفى، ولذلك قالوا بأنَّه لا يندبُ المبهمُ. بينا عَبدُ المطلبِ في الحِجر إذ أُتي فأُمر بحفرِ زمزمٍ، فقالَ: وما


(١) في (ب) وتلحق.
(٢) في (ب) وقولهم.
(٣) هذا عجز بيت للأعشى وصدره:
وتشرق بالأمر الذي قد أذعته
ديوانه: ١٢٣. وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٢٥، وانظر شرح أبياته لابن السيرافي: ١/ ٥٤، والكوفي: ١٨، ٣٤، ٨٠. وانظر معاني القرآن ٢/ ٣٧، ٣٢٨، والكامل للمبرّد: ٢/ ١٤١، والمقتضب: ٤/ ١٩٧.
(٤) في (ب) أنّ الاتحاد بين المضاف …
(٥) في (ب).
(٦) في (أ) لم.

<<  <  ج: ص:  >  >>