للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالدراسة والتعليق والشرح. ولعل أنفس شروح الأندلسيين للكتاب كانت في هذا القرن، ومنها شرح ابن خروف ٦٠٦ هـ، وشرح الصَّفَّار ٦٣٨ هـ وشرح الشَّلوبِين ٦٤٥ هـ، وشرح ابن الحاجّ ٦٥١ هـ، وشرح الخَفّاف ٦٥٧ هـ، وشرح ابن الضَّائِع ٦٨٠ هـ، وشرح ابن أبي الربيع ٦٨٨ هـ، وتعليقة أبي جعفر بن الزُّبير ٧٠٨ هـ … وغيرها.

وإذا عرفت عناية الأندلسيين بهذه المؤلفات وحَدَبِهم عليها واهتمامهم بروايتها وشرحها وعرفت أيضًا أن بعض عُلماء الأندلسَ ألف في الرد عليه وانتقاده فوصل كلّ هذا إلى طلبةِ العلم هناك بصورة غيرِ مرضِيَّةٍ، إذا عرفت هذا كلَّه علمتَ أنَّ المفصل لم يكسب الجولة التي كسبها في بلاد المشرق وإن عنى به طائفة منهم.

وبعض الأندلسيين شرحه مجاملة، إمَّا لتكريم أمير أو وزير، وإمَّا لالتماس من طلبة العلم، وإمَّا منافسةً لعلماء العصر. قال علم الدين الأندلسي ٦٦١ هـ (١):

ولما رأيت أهل زماننا شغفين بكتاب المفصل ..... كنت واحدًا من رجالهم

وهل أنا إلا من غزيه إن غوت … ..............................

وقال علم الدين السخاوي المشرقي (٢): وأنفع ما أُلِّفَ وجيزًا مضبوطًا كتاب المفصل. ويقول الإِمام يحيى بن حمزة العلوي ٧٤٩ هـ (٣): لكن أحلاها مذاقًا، وأحسنها نظمًا وسياقًا وأحواها للفوائد، وأجمعها للفرائد هو كتاب "المفصل" .. ولا أعلم أن مَشرِقيًّا ألف في نقض المفصل والرد عليه.

واستمرت أهمية "المفصل" وسمعته مسيطرتين على أذهان أغلب طلاب العلم طيلة القرن السابع الهجري، ثم بدأت عدة كتب تنافس المفصل فتراجع أمامها ومن هذه المؤلفات كتاب "المِصباح" في النَّحو الذي


(١) مقدمة المحصل في شرح المفصل.
(٢) مقدمة (المفضل في شرح المفصل).
(٣) مقدمة المحصل الكاشف لأسرار المفصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>