للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظَرْفًا، ضرورةَ أنَّه يَبقى فيه بَعدَ وداعِ الظَّرْفِيَّةِ له معظمُ الظَّرفيّةِ، وهو إمَّا الزَّمانُ، وإمّا المكانُ، تقولُ: حُمِلَ به طويلًا، وكثيرًا، ولو قلتَ حُمِلَ به طويلٌ وكثيرٌ عَمِيَ المُرادُ.

قَالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ، ويُجعَلُ المصدَرُ حينًا لِسَعَةِ الكَلَامِ فيقالُ كانَ ذلك مَقدِم الحاجِ، وخفوقَ النجمِ، وخِلَافَةَ فلانٍ وصلاةَ العَصْرِ".

قَالَ المشرّحُ: قوله: مَقْدِمَ فُلانٍ منظورٌ فيه، لأنَّ مفعِلًا كما يكونُ للمكانِ فكذلك (١) يكون للزمانِ.

قالَ جارُ اللهِ: "ومنه سِيرَ عليه تَرويحتين، وانتظر نحرَ جزورين، وقوله تَعالى (٢): {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} ".

قَالَ المشرِّحُ: التَّرويحة: واحدةُ التَّراويح، ومنه قولهم: يُسْتَحَبُّ أن يُجْمَعَ الناسُ في شهرِ رمضان فيُصَلِّي بهم إمامهم خمسَ ترويحات، كلُّ تَرويحة بتسليمتين، ويَجلس بين كلِّ تَرويحتين مقدارَ ترويحة. لَعلّه عنى "بأدبارَ النجومِ" وقتَ انفجارِ الصُّبحِ.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ، وقد يُذهبُ بالظَّرف من غير أنْ يقدّرَ فيه معنى "في" اتساعًا، فيَجري ذلك مَجرى المَفعولِ به فيُقالُ: الذي سِرتُه يومَ الجمعةِ قالَ الشاعر: (٣)

* ويومٌ شَهِدناه سُليمًا وعامِرًا *


(١) في (ب).
(٢) سورة: ق والقرآن المجيد: آية: ٤٠.
(٣) هو رجل من بني عامر لم يذكر اسمه.
انظر توجيه إعرابه وشرحه في المنخّل: ٣٧، والخوارزمي: ١٩، وزين العرب: ١٦ وشرح الأندلسي: ١/ ٢٣٤، وابن يعيش: ٢/ ٤٦، والزملكاني: ٢/ ٧١ وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٩٠ وانظر شرح أبياته لابن خلف: ١/ ٧٢ والمقتضب: ٣/ ١٠٥، والكامل: ١/ ٣٣، وكتاب الشعر لأبي علي الفارسي: ١٦ وأمالي ابن الشجري: ١/ ٦، ١٨٦، والمغني: ٥٥٧، وشرح ألفية ابن معطي للرعيني: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>