للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُضمَرِ راجعةٌ (١) إلى معنى المُسَلّطَةِ فيما ذكره عَلِيُّ بن عيسى (٢)، لأنَّها هِيَ التي سُلِطَت على حَذفِ كُنتُ بأنْ صارت عِوَضًا منه ونحوه "إنَّك ما وخَيْرًا".

قال أَبو سَعِيد السِّيرافي (٣) إنّك ما وخَيرًا مقرونان (٤) على أنَّ ما مزيدةٌ، وهي لازمةٌ عِوَضًا عن المَحذوفِ، وهو الخَبَرُ، ونظيرُها: أفعلُ هذا إمّا لا. (ما) ها هنا عِوَضٌ عن الفعلِ، والمَعنى: لأن كُنتَ مُنطلِقًا، من أجلِ أن كنتَ مُنطَلِقًا. وتمامُ البيتِ (٥):

فإنَّ قَومِي لم تَأكُلهُمُ الضَّبُعُ

وفي أمثالِهِم (٦): أَفسَدُ من الضَّبُعِ" لأنَّها إذا وَقَعَت في الغَنَم عاثَتْ، ولم تَكتَفِ بما يَكتَفي به الذِّئبُ، قال حَمزةُ الأصفهاني (٧): ومن عَيثِ الضَّبُعِ وإسرافِهَا في الإِفساد استعارت العَرَبِ اسمها للسَّنة المُجدبةِ فقالوا: أكلَتنا الضَّبُعُ، وعن ابن الأعرابِيّ (٨): لا يريدونَ بالضَّبع السَّنةَ، وإنما هو أنّ النّاسَ إذا أجدَبوا ضعُفُوا عن الانبِعاثِ وسَقطت قُواهم، فعاثَت فيهم الضِّباعُ


(١) في (ب) فيما ذكره علي بن عيسى إلى معنى السلطة.
(٢) هو أبو الحسن الرّماني.
(٣) لم أهتد إلى هذا النّص في شرح السّيرافي.
(٤) في (أ) مقرونًا.
(٥) ورد هذا البيت في ديوان العباس بن مرداس منفردًا بينما قال البغدادي في شرح أبيات المغني: ١/ ١٧٤ البيت من أبيات للعباس بن مرداس السلمي منها:
السلم يأحد منهم ما رضيت به … والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
وهذا البيت مما أخلّ به الديوان، وهو للعباس في تفسير القاضي البيضاوي: ١/ ٢٣٠، وشرح أبياته لخضر بن عطا الله الموصلي: ١/ ١٥٦. وأبو خراشة هو خِفَافُ بن عُمَيرٍ.
(٦) جمهرة الأمثال: ١/ ١٠٤، والمستقصى: ١/ ٢٧١.
(٧) الدرة الفاخرة: ١/ ٣٢٨ وحمزة الأصفهاني: من أدباء أصفهان، زار بغداد مرارًا مولده سنة ٢٨٠ هـ ووفاته سنة ٣٦٠ هـ ألف كتاب الأمثال، والخصائص والموازنة بين العربية والفارسية وغيرهما. ترجمته في إنباه الرواة: ١/ ٣٣٥، والفهرست: ١٣٩.
(٨) هو محمد بن زياد الأعرابي أبو عبد الله من رواة الأشعار والأخبار، كثير الحفظ، ألف عدة مؤلفات أهمها كتاب النوادر. ترجمته في إنباه الرواة: ٣/ ١٢٨ ومعجم الأدباء: ١٨/ ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>