للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَجمعون} وقد مَضَى في بابِ الاستِثناءِ.

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ (١)؛ والتَّأكيدُ لصريحِ التَّكريرِ جارٍ في كلِّ شيءٍ في الاسمِ والفِعلِ والحَرْفِ، والجُملةِ والمُظهَرِ والمُضْمَرِ، وتقولُ: ضَرَبتُ زيدً زيدًا وضَربتُ ضربتُ زيدًا، وإنَّ إنَّ زيدًا مُنطلقٌ، وجاءَني زيدٌ جاءَني زَيدٌ وما أكرمني إلًّا أنتَ أنتَ".

قالَ المشرِّحُ: ضَربتُ زَيدًا زَيدًا تكريرٌ في الاسمِ، وضربتُ ضربتُ زَيدًا تكريرٌ في الفِعلِ، وإنَّ إنَّ زيدًا منطلقٌ تكريرٌ في الحَرْفِ، وجاءني زيدٌ جاءني زيدٌ تكرير (٢) في الجملة. فإن سألت: كما أنَّ جاءني زيدٌ جاءني زيدٌ جُمْلَةٌ، فكذلك: ضَربتُ ضَربتُ في قولِكَ: ضربتُ ضربتُ زيدًا جملةٌ.

أجبتُ: المقصودُ في قولِك: ضَربتُ ضَربتُ زيدًا تكريرُ نفسِ الفِعلِ إلَّا أنَّ الفِعلَ لا يكونُ بدونِ الفاعِلِ فيتكرَّرَ الفاعلُ ضرورةً، بخلافِ: جاءَني زيدٌ جاءَني زيدٌ فإنَّ (٣) المَقصودَ ولو كانَ فيه تَكْرِيرُ نفسِ الفِعلِ كما كَرَّرتَ (٤) المفعولَ، وما أَكرمني إلَّا أنتَ أنت تكريرٌ في الضَّميرِ (٥).

قال جارُ الله: "فَصلٌ، ويؤكَّدُ المظهَرُ بمثلِهِ وبالمُضمَرِ، والمُضمَرُ بمثلِهِ وبالمظهَرِ جَميعًا".

قالَ المُشَرِّحُ: متى عُرِّفَ شيءٌ بشيءٍ فإمَّا أن يكونَ الابتداءُ بالإِشارةِ والانتهاءُ أيضًا بها، وإمَّا أن يكونَ الابتداءُ بالنُّطقِ والانتهاءُ به أيضًا، وإمَّا أن يكونَ الابتداءُ بالإِشارةِ والانتهاءُ بالنُّطقِ وإمَّا على العكس فالأقسام الثلاثةُ


(١) ساقط من (ب).
(٢) في (ب) في تكرير الجملة.
(٣) في (ب) فإنّ المقصود فيه ولو كان.
(٤) في (ب) تكرر.
(٥) في (ب) في المضمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>