للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جائزةٌ بخلافِ القِسمِ الرَّابعِ فإنه انحطاطٌ من الأعلى إلى الأسفلِ وذلك لا يجوزُ. ونظيرُها ما إذا افتَتَحَ المُتَنَفِّلُ صلاتَه قاعدًا وأتمَّها قاعدًا، وافتَتَحَهَا قاعِدًا وأتمَّها قائِمًا أو افتَتَحَها قائمًا وأتمَّها قائمًا فإنه يجوز بخلاف ما لو افتَتَحَها قائمًا وأتمَّها قاعدًا. فإن سألتَ: كيفَ جازَ في باب البَدَلِ رأَيتُ زيدًا اياه مع أنَّ الابتداءَ فيه بالنُّطقِ والانتهاءَ بالإِشارةِ أجبتُ: لَستُ أُسلِّمُ أنّ الابتداءَ بالنُّطقِ ها هنا وهذا لأنَّ البَدَلَ عِندي في حُكْمِ تَنْحِيةِ المُبْدَلِ.

قال جارُ الله: "ولا يخلو المُضمَرَانِ من أن يكونا مُنْفَصِلين كقولِكَ: ما ضَربني إلَّا هو، وانطلَقتَ أنتَ، وكذلك: مررتُ بِكَ أنتَ، وبه هو وبنا نحنُ ورأيتَني أنا، ورأيتَنا نحنُ".

قالَ المُشَرِّحُ: هذا الفصلُ مُشْتَمِلٌ على أنَّ (١) المُنْفَصِلَين المجرورَ والمنصوبَ يجوزُ تأكيدُهما بالمنفصلِ المَرفوعِ إلَّا أنَّ المؤكَّدَ في بِكَ، وهو (٢) الكافُ مُتَّصلٌ (٣) مَجرورٌ، والتَّأكيدَ وهو أنتَ منفصلٌ [مرفوعٌ وكذلك المؤكدُ في بِهِ، وهو الهاءُ متَّصلٌ مجرورٌ والتَّأكيدُ وهو "هو" منفصل] (٤) مَرْفُوعٌ، وهلمَّ جَرَّا، إلى آخر الفَصْلِ. فإن سألتَ: فما بالُهُم لم يؤكِّدُوا المجرورَ بالمجرورِ، والمنصوبَ بالمنصوبِ؟ أجبتُ: أمَّا تأكيدُ المجرورِ بالمجرورِ فغيرُ ممكنٍ وذلك أنَّ المجرورَ لا ضميرَ له سوى المُتَّصِل (٥)، ووصلُ المَجرورِ المتَّصلِ بالمَجرورِ المُتَّصلِ لا يكونُ، أمَّا تأكيدُ المنصوبِ بالمنصوب فغيرُ جائزٍ (٦) أيضًا، لأنَّهُ منصرفٌ إلى البَدَلِ وإذا كان بَدَلًا استحالَ أن يكوَنَ تأكيدًا لهما (٧)، لما بَيْنَهُما من المُغايَرةِ، وذلك


(١) في (ب).
(٢) في (أ) وهي.
(٣) في (ب).
(٤) في (ب).
(٥) في (أ) المنفصل.
(٦) في (ب) ممكن.
(٧) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>