للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يُوصَفَ المُعرَّفُ باللَّامِ بالمُبْهَمِ، وأنْ لا يُوصَفَ به، وهذا تناقضٌ أيضًا. وهذا لأنَّ المعرّفَ باللَّامِ يُوصَفُ بمثلِهِ وبالمضافِ إلى مِثْلِهِ، ولئن لم يَكن مساويًا للمُبْهَم، وهو ليسَ بأخصَّ من المُبهَمِ، لَزِمَ أن يكونَ المُبْهَمُ أخصَّ من المعرَّفِ باللَّامِ، وإذا كانَ أخصَّ من المعرَّفِ باللَّامِ وَجَبَ أن لا يَجوزَ: "مررتُ بغلامِ الرَّجُلِ هذا" [وأنَّه يجوزُ، وهذا تَناقَضٌ، وإنَّما قلنا بأنَّه وَجَبَ حينئذٍ أن لا يَجوزَ "مررتُ بِغلامِ الرَّجلِ هذا"] (١)، لأنَّ المضافَ إلى المُعَرَّفِ باللَّامِ بمنزلةِ المعرَّفِ باللَّامِ، فيكونُ هذا بِمَنْزِلَةِ ما لو قُلتَ: مَررتُ بالغُلامِ هَذَا، وذَلِكَ لا يَجُوزُ. والذي عَليه التَّعويلُ في المسأَلةِ أن تقولَ: شَرطُ اتصافِ المُعرَّفِ بالمُعَرَّفِ أن يتكافآ من جِهةِ التَّعريفِ وها هُنا أَصلان: الأصلُ الأوَّلُ: أنَّ التَّعريفَ إذا وَقَعَ في الموصوفِ مَقصودًا وَجَبَ أن يَقَعَ في الصِّفةِ كذلك، بيانُه: أنَّك إذا قُلتَ: جاءَني الرَّجُلُ فكأنَّه قِيلَ لَكَ: الرَّجُل الذي جاءَك، أيُّ الأنواعِ هو، أهو العالِمُ أم الجاهِلُ؟ فإذا قلتَ: العالِمُ أو الجَاهِلُ جازَ لأنَّ الموصوفَ وهو الرَّجُلُ كما وَقَعَ فيه التَّعريفُ مَقصودًا من حيثُ أنَّه وَقَعَ فيه مَبدوءًا به فكذلك الصِّفَةُ، ولو قُلتَ في الجَوابِ ها هنا يُوسَفُ لم يجز لأنَّ الصِّفَة والموصوفَ لم يتكافآ في جهة التَّعريفِ بدليلِ أنَّ التَّعريفَ وَقَعَ في جانِب المَوصوفِ مَقصودًا أو تكملةً (٢) على حَدّه بخلافِ الصِّفةِ فإنَّ التَّعريفَ فيها وَقَعَ غَيرَ مَقصودٍ، لأنَّ الصِّفَةَ هنا عَلَمٌ، والتَّعريفُ في العلَمِ غيرُ مَقصودٍ، وحسب كونِهِ مقصودًا في اللَّام ضَرورةَ أنَّ التَّعريفَ في العَلَمِ غيرُ مبدوءٍ به، بل هو مُخْتَلِطٌ بأجزاءِ معنى العَلَمِ غيرُ ممتازٍ عنها، بخلافِ المعرَّفِ باللَّامِ، ولذلك قُلنا بأنَّ المُبهمَ لا يُوصفُ بالمُضافِ، لأنَّ المُبهَمَ مَقصودٌ به من الأصلِ التَّعريفُ [لأنَّه للتَّعريفِ مَصوغٌ] (٣) بخلافِ اسمِ المُضافِ فإنَّه غيرُ مقصودٍ من الأصلِ


(١) في (أ) فقط ساقط من نص الأندلسي أيضًا.
(٢) في (ب) تكلمة.
(٣) في (أ) لأن التعريف موضوع وما أثبتناه يوافق ما ورد في نصّ الأندلسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>