للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّعريفُ ولأنَّ التَّعريفَ في المُبْهَمِ وَقَعَ مُعَجَّلًا بخلافِ التَّعريفِ في المُضافِ فإنَّه [إلى وقتِ التحاقِ] (١) المُضَافِ إليه بالمُضافِ مؤجّلٌ، والمؤجَّلُ لا يكافئُ المُعَجَّل. فإن سألتَ: فكيفَ وُصِفَ المبهَمُ بالمعرّفِ باللَّامِ مع أنَّهما لم (٢) يتكافآ في جِهَةِ التَّعريفِ لأنَّ المبهمَ كما ذكرتُ قد قُصِدَ به من الأصلِ التَّعريفُ، ولا كذلك المعرَّفُ باللَّامِ، وكذلك المعرَّفُ باللَّامِ يتَّصِفُ بالمضافِ إلى المعرَّفِ باللَّامِ، وعلى العَكس مع أنَّهما لم (٣) يتكافآ في جهةِ التَّعريفِ، إذ التَّعريفُ بالمعرَّفِ باللَّامِ، وفي المُضافِ مؤَجَّلٌ؟

أجبتُ: المبهمُ والمعرّفُ باللَّامِ إمَّا أن يتكافآ في جِهَةِ التَّعريفِ أو لا يَتَكَافآ، فإن تَكَافآ حَصَلَ الغَرضُ، وإن لم يَتَكَافآ قُلنا: إنَّهما وإن لم يَتَكَافآ حَقيقةً فقد تَكَافَآ حُكْمًا، لأنَّ ذلك المُقدَّرَ من التَّفاوتِ الواقعِ بَينهما ساقِطٌ حُكمًا وهذا لأنَّ الحاجَةَ قد تَمَسُّ إلى وصفِ المُبْهَمِ بغيرِهِ من المعارِفِ، وأشبهُ شيءٍ له (٤) من المعارِفِ التي يُوصَفُ بها المُعرَّفُ باللَّامِ فَيَسْقُطُ ضَرورةً، أمَّا أنّ الحاجَةَ قد تَمَسُّ إلى وَصِفِ المُبهمِ بغيرِه من المَعارفِ، فلأنَّ المُبْهَمَ يُوصفُ بالمعرَّفِ باللَّامِ، والمعرّفُ باللَّامِ غيرُ المُبْهَمِ من المَعارِفِ، فلولا أنَّ الحاجةَ ماسَّةً إلى وصف المبهم بغيره من المعارف لما وصف به وأما أن المعرف باللَّام أشبهُ شيءٍ به من المَعارفِ التي يُوصَفُ بها، فلأنَّ المعارفَ خمسةٌ، أمَّا المضمرُ فلا يوصفُ ولا يُوصفُ به، وأمَّا المضافُ فالمعرّفُ باللَّامِ أشبهُ منه بالمُبهمِ (٥)، لأنَّ التَّعريفَ في المُعرَّفِ باللَّامِ مُعَجَّلٌ، بخلافِ التَّعريفِ في المُضافِ، فيَبْقَى العَلَمُ والمُعَرَّفُ باللَّامِ، فنقولُ: المعرَّفُ باللَّامِ أشبهُ بالمُبْهَمِ من العَلَمِ إذ التَّعريفُ في العَلمِ لم


(١) في (أ) موقت والتحاق وما أثبتناه يوافق ما ورد في نصّ الأندلسي.
(٢) في (أ) لا يتكافآن وما أثبتناه يوافق ما ورد في نصّ الأندلسي.
(٣) في (ب) والمحصل.
(٤) في (ب) والمحصل.
(٥) في (أ) في المبهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>