للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعَلَيْهِما مَسْرُودَتَان قَضَاهُمَا … دَاودَ أَو صَنْعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ

وكقوله (١):

رَبَّاءُ شَمّاءُ لا يأوى لِقُلَّتِهَا … إلَّا السَّحابُ وإلَّا الأَوبُ والسّبلُ

وقوله تعالى (٢): {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} ".

قالَ المُشرِّحُ: اعلم أنَّ المَوصوفَ في هذا الفَصلِ مطروحٌ، والجَمْعُ بينَه وبينَ هذه الصِّفةِ قَبيحٌ، ألا تَرى أنَّك لو قُلتَ: عليهما دِرعان مَسرودتان قَضاهما داودَ كان مُسْتَقبَحًا (٣)، وكذلك لو قُلتَ: حُورٌ قاصراتُ الطَّرفِ عِينٌ وَقَعَ مسْتَقْبَحًا، لأنَّه من المَعلومِ أنَّ مَسْرودتين قَضاهما داودَ لا يكونان إلَّا دِرعَين، وأنَّ قاصرات الطَّرفِ عِين لا يكنَّ إلَّا حُورًا أو نَحوهُنَّ. وكذلك لو قُلتَ ناقَةٌ رَبَّاءُ، هَضَبَةٌ شَمَّاءُ لا يَأْوِي لقُلَّتِها إلَّا السَّحاب عُدَّ قبيحًا لأنَّ الرَّبَّاء هي العالِيَةُ، واشتقاقها من (٤) الرَّبِّ لعُلُوّه على المربُوبِ وكذلك الشَّماء من


= أَمِنَ المَنُونِ وَرَيْبِها تَتَوَجَّعُ
انظر شرح أشعار الهذليين للسّكري: ١/ ١٩. توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصّل: ورقة ٣٤، والمنخّل: ورقة: ٧٧، وشرح الخوارزمي: ورقة ١٥٥، وزين العرب: ورقة ٣٨. وشرح المفصّل للأندلسي: ٢/ ورقة: ٥، والمقاليد: ١/ ورقة: ٢١٠، وشرح ابن يعيش: ٣/ ٨٥ والمفضّليات: ٤٢٨، والبديع في علم العربية: ١٠٥.
(١) البيت للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيُّ، وهو أبو أُثَيْلَةَ مالكُ بن عُوَيْمِر بن عُثمان بن حُبَيْش بن عادية الهُذلي انظر شرح أشعار الهذليين: ٢/ ٣٧. وتوجيه إعرابه وشرحه في المصادر السابقة في البيت الذي قبله ما عدا المفضليات وشروحها وانظره في: أمالي ابن الشجري ٢/ ٣٢، والخزانة: ٢/ ٢٨٤ … وغيرهما.
(٢) سورة الصافات: آية: ٤٨.
(٣) في (أ) قبيحًا.
(٤) نقل ابن المستوفي هذا الاشتقاق ثم عقب عليه بقوله: قلت: كأنّه ذهب إلى أنّ ربّاء وشمّاء وصفان، لا أنّ أحدهما مضاف إلى الآخر. إثبات المحصل: ورقة ٣٥ كما علق عليه الأندلسي بقوله: ولو صح ما قاله الخوارزمي من أنّ ربّاء هضبة لصح أن تكون شمّاء صفة لها، وكان يكون مرفوعًا، لكنّ الرواية في البيت بإضافة ربّاء إلى شمّاء المحصل: ٢/ ٦ ونقل البغدادي في الخزانة ما قالاه: ٢/ ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>