للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَمَمِ وهو الارتفاعُ، ومن المَعلوم أنَّ العالِيَةَ المرتفعَةَ التي لها قُلَّةٌ يقصِدُها السَّحاب لِيُلِمَّ بها لا تكونُ إلَّا هَضَبةً.

الرِّوايةُ (١) صَنعُ برفعِ العين السَّوابغُ مجرورٌ على الإِضافةِ، الأوبُ هو المطرُ (٢)، لأنَّه بُخارٌ ارتفعَ من الأرضِ، ثم آبَ إليها أي: رَجَعَ، وبذلك يُسمى رَجْعًا. السَّبلُ: هو المطرُ بين السَّحابِ والأرضِ، وقد أسبَلَتِ السَّماءُ، وأصله من أَسْبَلْتُ (٣) السِّترَ، إذا أرخَيْتَه (٤).

قالَ جارُ اللهِ: "ومنه (٥) قولُ النَّابِغَةِ (٦):

كأنَّكَ من جِمالِ بَنِي أُقَيشٍ … يُقَعْقَعُ خَلفَ رِجليه بِشَنِّ

أي: جَمَلٌ من جِمَالهم، وقالَ (٧):

لَو قلتُ ما في قَومها لَم تِيْثَمِ … يَفْضُلُها في حَسَبٍ ومِيْسَمِ


(١) في (أ) الرواية.
(٢) نقل الأندلسي تفسير الخوارزمي للأَوبِ، ونقل عن الزمخشري في حواشي المفصّل أن الأوب هو النّحل المحصل: ٢/ ٦، ٧. والثابت فيما يعتقد أنها حاشية المفصّل: ورقة: ١١٢، الأوب المطر.
(٣) في (ب) أسبل.
(٤) فى (ب) أرخاه.
(٥) عقّب الأندلسيّ على الزمخشري في إيراده هذه الأمثلة بقوله: قلت قد كثّر هذا من الأمثلة تقوية لما ادّعاه من حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، وسواء كان اسمًا أو فعلًا والقياس عدم الحذف، لما فيه من إخراج التّابع عن كونه تابعًا لفظًا، إذ معنى كونه تابعًا أن لا يباشر العامل لفظًا، وفي حذف الموصوف يلزم ذلك … المحصّل: ٢/ ٥.
(٦) انظر ديوانه: ص ١٩٨. والبيت في إثبات المحصّل: ورقة ٣٦، والمنخّل؛ ورقة ٧٨ وشرح الخوارزمي: ورقة: ١٥٥، وزين العرب: ورقة: ٣٨ و ٣٩، وشرح الأندلسي: ٢/ ٦، ٧ وابن يعيش: ٣/ ٥٩.
وهو من شواهد الكتاب: ١/ ٣٧٥. وشرح أبياته لابن السيرافي: ٢/ ٥٨، وشرحها للكوفي رقم ١٣٠، والمقتضب: ٢/ ١٣٨، وسر الصناعة: ١/ ٢٨٤ والخزانة: ٢/ ٣١٢ …
(٧) تقدّم ذكره في باب النّداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>