للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: ما في قَومِها أَحَدٌ ومنه (١):

* أنا ابنُ جَلا .... *

أي: رَجُلٍ جَلا وقوله (٢):

* بِكَفَّيْ كانَ مِنْ أَرمى البَشَر *

وسَمِع سيبويهِ (٣) بعضَ العَرَبِ الموثوقِ بهم يَقولُ: ما منهما مَاتَ حتَّى رأيتُه في حالِ كَذَا وكذا، يُريدُ: ما منهما أحدٌ ماتَ".

قال المشرّحُ: اعلَم أنَّ المَوصوفَ في هذا الفَصلِ مَطروحٌ، لكنَّه لا يَقْبحُ أن يذكرَ مَع الصِّفةِ، ألا تَرى أنَّك لَو قلتَ: كأنَّكَ جَمَلٌ من أجمالِ بني أُقيش لم يَقْبَح وكذلك: لَو قلتَ: ما في قَومِها أحدٌ يفضُلُها في حَسَبٍ لكانَ هو الأحْسَنُ، وهكذا لو قلتَ: أنا ابنُ رَجُلٍ جَلا، وكذلِكَ لو قُلتَ: بكفَّي رَجلٍ كان من أَرمى البَشَر، كانَ هو الأحسَنَ، كذلك لو قُلت: ما مِنهما (٤) واحدٌ ماتَ حَتَّى رأَيتُهُ في حالِ كَذَا (٥) وكَذا، وإذا جازَ حذفُ


(١) هذا جزء بيت تمامه:
أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا … متى أضع العمامة تعرفوني
وهو من أبيات لسحيم بن وثيل الرّياحي، في الأصمعيّات.
انظر إثبات المحصل: ورقة: ٣٧، والمنخّل: ورقة: ٧٩، وشرح الخوارزمي: ورقة: ٥٧ وزين العرب: ورقة: ٣٩، وشرح الأندلسي: ٢/ ٥، والمقاليد: ١/ ٢١٠ وشرح ابن يعيش: ١/ ١٦٠، ٣/ ٥٩، والبيت من شواهد سيبويه: ٢/ ٧، والمعاني الكبير: ٥٣٠، ومجالس ثعلب: ٢١٢، وتفسير الطبري: ٧/ ٢١٠، وخزانة الأدب: ١٢٣، وقد تقدم ذكر هذا البيت في باب الممنوع من الصرف أمّا سُحيم: فهو سحيم بن وثيل بن عمرو الرّياحي اليربوعي الحنظلي التميمّي. شاعر مخضرم من الطبقة الثانية من شعراء الإِسلام، مشهور الذكر في الجاهلية والإِسلام، له مع غالب بن صعصعة والد الفرزدق مفاخرة مشهورة. انظر ترجمته في جمهرة الأنساب: ٢١٥، وخزانة الأدب: ١/ ١٢٨، ١٢٩.
(٢) سيأتي تخريجه بعد ذكر الشارح تكملته.
(٣) انظر الكتاب: ١/ ٣٧٥.
(٤) في (ب) منها.
(٥) في (ب) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>