للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاسمِ ومَعه حَرفُ العَطفِ في نَحو قَولِهِ (١):

* ألا فالبِثَا شَهرين أو نصفَ ثالِثٍ *

ألا تَرى أنَّ نِصفَ ثالثٍ لا يَكون ثالِثًا حَتَّى يتقدمَه شَهران، وكذلك قولُهُم: رَاكبُ النَّاقةِ طَلِيحان، والمعنى: رَاكِبُ النَّاقَةِ والنَّاقةُ طَلِيحان، فلأنْ يَجُوزَ حَذْفُ الاسمِ المُجرَّدِ أَولى ما قبلَ البيتِ (٢):

أتخذُلُ ناصِري وتُعِزُّ عَبسًا … أَيربوعُ بن غَيطٍ للمُعِنّ

كأنَّك من جِمَالِ ...... ..... … ...... ...... ....... البيت

المُعِنَّ: الذي يَتَكَلَّمُ في الأُمورِ التي فيها كُفِيَ الكَلام. يَربوعُ بن غَيْطٍ: قومُ النَّابغةِ اللَّامُ في المُعن صِلةُ فِعلٍ مَحذوفٍ كأنَّه قالَ: يا يربوعَ بن غَيطٍ اعجَبوا للمُعِنَّ عُيَيْنَةَ بن حُصَيْنٍ، بَنُو (٣) أُقيشٍ بطنٌ من عُكْلٍ، وقيل: فَخِذٌ من أشْجَع، وقيل: من اليَمَنِ، وجِمَالُ بَنِي أُقَيْشٍ وَحْشيَّةٌ لا تَكاد يَتْبَعُ (٤) بها لشدّةِ نِفَارِها، وسَبَبُ هذا الشِّعرِ (٥) أنَّ بَني عَبسٍ قَتَلُوا رَجُلًا من بَني أسَدٍ فَقَتَلَتْ بنو أَسدٍ رَجُلين من عَبسٍ، فأرادَ عُيَيْنَة بن حِصنٍ الفَزَاري أن يُعينَ بني عَبسٍ، ويَنْقُضُ الحِلفَ الذي بَين بَني ذُبيان وبَني أسدٍ، وبينَهم حِلفٌ وتَناصرٌ، قولُه: كأنَّك من جِمالِ بَنِي أُقَيشٍ أي: سَريعُ الغَضَبِ والنُّفُورِ، وَتَنفُرُ مما لا يَنْبَغِي لعاقلٍ أن ينفرَ منه. "لم تِيْثَمِ" أي لم تَأْثَم. الشَّيخُ: كَسرُ حروفِ المُضَارع إلَّا الياء قِياسٌ عندَ بعضِ العَرَبِ مُتَلئِّبٌ (٦)،


(١) البيت لابن أحمر الباهلي كما في ديوانه: ١٧١ وهو بتمامه:
ألا فالبثا شهرين أو نصفَ ثالثٍ … إلى ذاكما ما غَيّبتني غِيابيا
انظر: كتاب الشعر: ٣٩، والخصائص: ٢/ ٤٦٠، والمحتسب: ٢/ ٢٢٧، ٢٢٨، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٣١٧.
(٢) تقدم ذكره.
(٣) يبدو أنّ المؤلف نقل هذا عن ابن السيرافي: ٢/ ٥٨.
(٤) في (أ) تتبع.
(٥) ابن السيرافي: ٢/ ٥٨.
(٦) أي: مطّرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>