للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَأكِيدٍ وهي على ما ذَكرنا في الدَّرجَةَ العُليا من القُبحِ. تَمامُهُ (١):

........................ … كَنِعَاجِ المَلَا تَعَسَّفْنَ رَمْلَا

قَدْ تَنَقَّبْنَ بالحر وأَبدَينَ … عُيُونًا حُورَ المَدَامِعِ نُجْلَا

التَّهادِي: أن يَمشيَ بَينَ اثنَينِ مُعتمدًا عليهما من ضعفِهِ وتَمايُلِهِ، المَلَا: هو الصَّحراء مَقصورٌ، يَقولُ: هؤلاءِ النِّساءُ يَمشِينَ مَشيَ نِعاجٍ الوَحشِ إذا وَقَعَت في الرَّملِ فَهُنَّ ينقُلنَ قوائِمَهن نَقلًا بَطِيئًا، وتَتَحَرَّكُ أحشاؤُهُنَّ لِتَكلُّفِهِنَّ نَقلَ قوائِمِهنَّ ويُروى (٢):

قُلتُ إذْ أقبَلَتْ تَهَادى رُويدًا

قالَ جارُ اللَّهِ: وتَقولُ في المَنصوبِ ضَربتُكَ وزيدًا، ولا يُقالُ مَررتُ به وزَيدٍ ولكنْ يُعادُ الجَارُّ، وقراءةُ حَمزَة (٣): {وَالْأَرْحَامَ} ليست بِتلك (٤) القويَّة".

قالَ المُشَرِّحُ: العَطفُ على المتَّصلِ المَنصوبِ يَجوزُ وذلك ضَرَبتُكَ وزَيدًا ألا تَرى أنَّ الكافَ في ضَربتُك ضَميرٌ مُتَّصَلٌ (٥) مَنصُوبٌ، وزَيدًا مَعطوفٌ عليه.


(١) انظر ديوانه: ٤٩٠، وانظر إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ورقة ٤٠، والمنخّل: ورقة: ٨١، وشرح الخوارزمي: ورقة ٥٩، وزين العرب: ورقة ٣٠.
والبيت من شواهد سيبويه: ١/ ٣٩٠، وانظر شرح أبياته لابن السرافي: ٢/ ١٠١، وشرحها للكوفي: ورقة: ١١٣، والنكت للأعلم الشنتمري: ٢٤٩. وانظر الخصائص: ٢/ ٣٨٦، والإنصاف: ٢/ ٢٥٢، والكامل: ١/ ٣٢٢، ٣/ ٣٩ والتعليقة على المقرب: ٨٣، والبيان في شرح اللمع: ١/ ٦٨، وضرائر الشعر لابن عصفور: ١٨١، وربما روي للعرجي انظر ديوانه ص ١٢٣ وديوان العرجي برواية أبي الفتح ابن جني. وقد أورده ابن جني في بعض مؤلفاته منها الخصائص وشرح الحماسة ولم ينسبه. وروايته في ديوان العرجي (تهادى وزهر) من قصيدة طويلة ولعل روايته له هي الأقرب للصواب لأنه ورد منفردا ملحقًا بالديوان وليس ضمن قصيدة.
(٢) انظر شرح ابن السيرافي لأبيات سيبويه: ١/ ١٠٢.
(٣) سورة النساء: آية: ١.
(٤) ساقط من (أ) فقط.
(٥) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>