للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رِفاعةُ: بالرَّاء المكسورة وبالفاءِ وبالعَيْنِ المُهْمَلَةِ. وقبله (١):

ثُمَّ ارعويتُ وقد طالَ الوُقُوفُ بنا … فيها فَصِرتُ إلى وَجْنَاءَ شَملالِ

تُعْطِيكَ مَشيًا وإرقالًا ودَأَدَأَةً … إذا تَسَربَلَتِ الآكامُ بالآلِ

تُردِي الأكَامُ إذا صَرَّت جَنَادِبُها … منها بِصُلبٍ وقاحِ البَطْنِ عَمَّالِ

لَمْ يَمْنَعِ الشُّربَ مِنها ...... … ........ ...... البيت

يصفُ وقوفَهُ في دارٍ خَلت من أَهلِها، فلمَّا طالَ وقوفُه ارعوى أي رَجَعَ فصارَ إلى راحِلَتِهِ. الوَجْنَاءُ: هي الصُّلبةُ الوَجْنَتَين. والإِرقالُ والدّأدأةُ ضَربان (٢) من العَدوِ، وَتَسَرْبَلَتِ الآكامُ بالآلِ أي عَلاها السَّرابُ فَصارَ كالسِّربالِ لَها ونحوه:

* واجتابَ أرديةَ السَّرابِ أكامُها (٣) *

يريدُ أنَّها في وَقْتِ الهاجِرَةِ نَشيطةٌ تُردي الأكام أي تَرميها بِخُفٍّ صُلبٍ تَظُنُّه عَمَّالٌ يَعملُ في السَّيرِ ولا يَفْتُر. ويُروى: لم يَمْنَعِ الوِردَ مكانَ لم يَمْنَعِ الشُّربَ، الضَّميرُ في مِنها للوَجنَاء والأوقالُ: جَمع وَقْلٍ وهو شَجَرُ المُقل، يقولُ: لم يَمْنَع هذه الراحلةَ أن تَشْرَبَ الماءَ إلَّا أنَّها سَمِعَت صَوتَ حَمامةٍ فَنَفَرَت، يريدُ أنَّها حَدِيدَةُ النَّفسِ قويَّةُ الحسّ، فيها لِحِدَّةِ نَفسها فَزَعٌ وذُعرٌ وذلك مِمَّا (٤) لا يُحْمَدُ منها.


(١) ديوانه: ٨٤ انظر توجيه إعراب الشاهد وشرحه في إثبات المحصّل: ٤٠ والمنخّل: ٨٢ والخوارزمي: ٥٢ وشرح ابن يعيش: ٨/ ١٣٤ والأندلسي: ٢/ ٣٢ والبيت في معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٨٣ والأصول: ١/ ٣٣٦، وشرح السيرافي: ٣/ ١١٦، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٤٦، والعيني: ١/ ٢٣٣، والخزانة: ٣/ ١٤٤.
(٢) في (ب) ضرب.
(٣) البيت للبيد بن ربيعة العامري، ديوانه: ٣١٢.
من معلقته المشهورة، وصدر البيت:
فَبِتِلك إذ رَقَصَ اللوامعُ بالضُّحَى … ............................
انظر شرح المعلقات لابن النحاس: ١/ ٤١٥، وشرح السّبع الطوال لابن الأنباري ٥٧١.
(٤) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>