للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ، ولأنَّ (١) المُتَّصِلَ أَخصرُ لم يسوِّغُوا (٢) تَركَه إلى المنفصلِ إلا عندَ تَعَذُّرِ الوصلِ، فلا تقولُ ضَرَبَ (٣) أنت، ولا هو، ولا ضَربتُ إيّاك إلا ما شَذَّ من قَولِ حُمَيدٍ الأرقَطَ (٤):

إليكَ حتَّى بَلَغت إِيَّاكا (٥)

وقولِ بعضِ اللُّصوصِ (٦):

كأنَّا يَومَ قُرَّى … إنَّما نَقتُلُ إيَّانَا

قالَ المُشَرِّحُ: لا تَقولُ ضَرَبَ أنتَ، لإِمكانِ ضَربتُ، ولا تقولُ: ضَرَبَ هو لإِمكان ضَرَبَ مكنِيًّا فيه عن الضّميرِ المُتَّصلِ، كان القِياسُ إليك حتَّى بَلَغَتْكَ. فإن سألتَ: ألَيسَ (٨) أنّ مَحصولَ هذا الفَصلِ أنَّه عندَ تَعَذّر الوَصلِ يُصارُ إلى الفَصل، وفي قولِهِ: (نقتُلُ إيّانَا) تَعَذَّرَ الوَصلُ لاستحالةِ أن يُقال: نَقتُلُنَا، وهذا لأنَّ الجَمعَ بينَ ضَميرَي الفاعِل والمَفعولِ لا يَجوزُ إلا في أفعالِ القُلوبِ، وفيما إذا كانَ المَفعولُ غيرَ الصَّحيحِ (٩) كقولِكَ: ضَمَمتَهُم


(١) في (ب) ولما كان.
(٢) في (أ) سوّغوا.
(٣) في (أ) ضرب هو ولا أنت.
(٤) هو حميد بن مالك التميميّ. أحدُ بُخَلَاء العرب من شعراءِ صدرِ الإسلام خزانة الأدب: ٢/ ٤٥٤، وإثبات المحصّل: ٤٢، وكان ديوانه عند ابن المستوفي.
(٥) توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصَّل: ٤٢، والمنخّل: ٩٠، والخوارزمي: ١٦٠ وزين العرب: ٣٠ وشرح الأندلسي: ٢/ ٤٤ وابن يعيش: ٣/ ١٠٢ والسخاوي: ٣/ ٧. وانظر كتاب سيبويه: ١/ ٣٨٣، والخصائص ١/ ٣٠٧، ٢/ ١٩٤، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٤٠، والإِنصاف: ٦٩٩ والبيان في شرح اللّمع: ٨١، وشرح الجزولية للشلويين: ٤١ والخزانة: ٢/ ٤٠٦.
(٦) سيذكره الشارح بعد قليل.
(٧) في (ب).
(٨) في (ب) ليس.
(٩) في (أ) الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>