للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليّ، وضَمَمناهُم إلينا، ونَقتُلُ ليس من أفعال القُلوبِ وكذلك المَفعولُ ها هنا لَيس (١) بمعزلٍ عن غَيرِ الصَّحيحِ؟!

أجبتُ: الكَلامُ فيه مَبنِيٌ على أصلٍ، وهو أنَّ المفعولَ في الحَقيقةِ اثنان مُظهَرٌ ومُضمَرٌ، لكنَّ المُضمَرَ أيضًا اثنان مُتَّصِلٌ ومُنفَصِلٌ فيكونُ المَفعولُ ثَلاثةً فنقولُ: هذه الثَّلاثة مما يَجري فيه التَّغييرُ والمناوبةُ، بيانهُ أنَّ الفاعِلَ إذا كان مُضمرًا غائبًا، والمَفعولَ غَائبٍ، فالمُناوَبَةُ قبلَ الاستثناءِ بين المُتّصلِ وبينَ المُظهَرِ، وأمَّا بعدَه فبينَ المُنفَصلِ وبينَ المظهر تقولُ: اكرمَه واكرمَ زَيدًا وكذلك النَّفي وما أكرمَ إلا إياهُ، وإلا زيدًا، وإن كانَ المفعولُ مُخاطبًا فالمناوبة بينَ الضَّميرين المتّصلِ قبلَ الاستثناءِ والمنفَصِلِ بعدَه، وذلك أكرمك، وما أكرَم إلا إيَّاكَ، وإن كان المَفعولُ حِكايةً فكذلك تَقولُ: أكرمني، وما أكرمَ إلا إيَّايَ وإن كان الفاعلُ مُخاطبًا والمفعولُ غائِبًا فكما إذا كان الفاعِلُ غَائِبًا والمفعولُ غائبًا، وإن كان المفعولُ مُخاطبًا فقبلَ الاستثناء يَتَعَيَّنُ المُظهَرُ وبعده يَجري بين المُظهَرِ والمنفصلِ المناوبةُ، تقولُ (٢) أكرمتَ نفسك، وما أكرمت إلا نفسك وإلا إياك، وإن كان حكايةً فبين المتَّصل والمنفصلِ تَجري المناوبةُ المُتَّصِلِ قبلَ الاستثناءِ والمنفَصِلِ بعدَه تقولُ: أكرمتَني، وما أكرمتُ إلّا إيَّايَ وإن كانَ الفاعِلُ حِكايةً والمَفعولُ غائبًا فكما اذا كانَ الفاعلُ مُخاطبًا والمفعولُ غائبًا، وإن كان المَفعولُ مُخاطبًا فَبَينَ المُتَّصلِ والمنفَصِلِ تَجرِي المناوبةُ المُتَّصِلُ قبلَ الاستثناءِ والمنفَصِلُ بَعدَه، تقولُ أكرمتك وما أكرمتُ إلا إيَّاكَ، وإن (٣) كان المفعولُ حكايةً فقبلَ الاستثناءِ يَتَعَيَّنُ المظهرُ وبعدَه يَجْرِي بينَ المُظهَرِ وبين المُنفَصِل المُناوبةُ، كقولِكَ: أكرمتُ نَفسي، وما أكرمتُ إلا نَفسي، وإلا إيّاي. إذا عَرفتَ هذا فَوجهُ


(١) في (أ).
(٢) كتبت مرتين في (أ) سهوًا.
(٣) في (ب) فإن.

<<  <  ج: ص:  >  >>